استيقظت محافظة الأحساء يوم الجمعة الموافق 14/8/1429ه ودموع أهلها تحجب شمس الصباح وتبكي فقدان الرمز الرياضي إبراهيم العفالق رئيس الفتح والذي وافته المنية ليترك وراءه إرثاً كبيراً ظن أبناء المبرز أن ذاك الفراغ لن يستطيع أي شخص أن يملأه من جديد إلا أن نائب الرئيس آنذاك الشاب عبدالعزيز العفالق نفض من أمامه غبار التردد وقرر خلافة عمه الراحل في رئاسة الفتح ليقدم أوراق ترشحه وحيداً بعد أن هاب الفتحاويون الجلوس على طاولة الإدارة ورسم خارطة الطريق ليغلق باب الترشيحات أمام مهمة كبيرة لرفعة شأن الفتح وبيده حكمته التي لا تتركه وحيداً (العطاء أساس النجاح) رفعها شعارا لخطته الرئاسية أمام أعضاء مجلس إدارته، دخل الفتح الشاب غمار منافسات دوري الدرجة الأولى ليصطدم في لقائه الأول دورياً أمام الغريم التقليدي هجر إلا أن الفريق استطاع تجاوز "الدربي" 3-1، وأكمل مشواره في الدوري متمسكاً بصدارة الترتيب تارة ويعود للوصافة وراء القادسية تارة أخرى واستمر في سباق للصعود إلى دوري الدرجة الممتازة وإلى جانب ذلك استطاع الفتح أن يصل إلى دور ال 16 في كأس ولي العهد ليواجه الأهلي في الأحساء ويحقق مفاجأة البطولة بالفوز 2-1، ليودع البطولة أمام الشباب بخسارته 1-صفر. عاد الفتح وأكمل سباق الصعود نحو دوري الدرجة الممتازة وسط منافسة شرسة مع فرق تمتلك خبرة الدوري مثل القادسية والطائي والفيصلي إلا أنه كشر عن أنيابه واستطاع تحقيق الانتصار والصعود إلى دوري الدرجة الممتازة، في موسمه الأول بين الكبار استطاع الدخول ضمن الأندية المشاركة في كأس الملك إلا أن مغامرته انتهت باكراً على يد الهلال بنتيجة 8-1، في الموسم الثاني اكتفى الفتحاويون بالبقاء في الدوري الممتاز من دون الدخول بكأس الملك وفي الموسم الثالث حصدوا المركز السادس وشارك فريقهم بقوة في كأس الملك إذ أخرج الاتفاق وتأهل لنصف النهائي وكاد أن يحرج النصر ذهاباً وإياباً إلا أن مغامرة "أبناء النخيل" انتهت عند هذه المرحلة، وفي الموسم الرابع (الحالي) دخل الفتح الدوري وطموحاته الوصول إلى مقعد آسيوي كحلم وطموح إلا أن سقف الطموحات ارتفع يوماً بعد يوم ليواكب النتائج الإيجابية والتي تحققت للفريق في بداية الموسم واستمرت وتواصلت حتى وضعت الفتح على هرم قمة الدوري المحلي لأول مرة بتأريخ أبناء المبرز. نجاح الفتح الكبير لم يأتِ من فراغ ولا محض صدفة بل هو نتاج عمل متراكم منذ سنوات طويلة كان ثمرته تتويج الفريق بطلاً لدوري "زين" للمحترفين ليسجل نفسه الفريق الوحيد الذي يحمل بطولة دوري درجة ثانية يتوج بالدوري الممتاز ويعلن ميلاد فريق بطل لا يهاب المراحل الحاسمة وميلاد فريق سيحمل لواء الوطن الموسم المقبل آسيوياً، لذلك يحق ل "أبناء الأحساء" عامة والمبرز خصوصا أن يحفظوا أنشودتهم الجديدة بعنوان "الفتح" ليرددوها فخراً ومجداً طيلة الأعوام المقبلة، فاليوم أشرقت شمس حجبتها دموع أهالي الأحساء قبل أربعة اعوام عند وفاة الرمز الفتحاوي إبراهيم العفالق، شمس الفتح التي أشرقت اليوم وأحرجت العديد من الأندية الغائبة عن البطولات لأعوام عدة وبرهنت أن معانقة الذهب يحتاج لورقة عمل وعدل ومساواة وإخلاص وأن النجاح ليس صعباً ولا مستحيلاً طالما هناك فريق يعمل بقلب رجل واحد. ومن دروس شمس الفتح المشرقة أن المال لا يساوي النجاح وحده فميزانية الفتح لا تقارن إطلاقاً بميزانية بعض الأندية التي أنهت موسمها وراء الفتح الذي حقق لقب الدوري عندما تفرغ للعمل على فريقه فقط من دون النظر للتحكيم أو الإعلام كما يبرر بعض المسؤولين الرياضيين مع كل إخفاق للكرة السعودية محلياً أو خارجياً.