تعددت الأدوار الثقافية التي قدمها الشاعر والأديب الشيخ عبدالله بن خميس (1339 – 1432ه) رحمه الله في المشهد الثقافي فله سهمه في عالم الصحافة مؤسساً وكاتباً وله دور بارز في التاريخ والبلدانيات، وله حضور هام في اللغة والأدب وتحقيق التراث.. كل ذلك أَهّلَه ليكون عضواً مراسلاً في مجمع الخالدين بالقاهرة، مناقشاً ومحاضراً ومصححاً لأصول الكلمات، منذ التحاقه بالمجمع عام 1396ه. وقد انبرى ابن خميس يقدم جهوده في اللغة وأسرارها وتاريخها وفنونها فأخرج جمهرة من البحوث العلمية التي حازت على رضا الأعضاء، وهذه الأبحاث ما كان للمتلقي أن يحظى بها لولا دور الباحث الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع الذي جمع هذه الأبحاث وأخرجها من مجلات المجمع وأضابره لتكون في متناول الباحث في كتاب مستقل حمل عنوان "عبدالله بن خميس في مجمع الخالدين" صدر عن دارة الملك عبدالعزيز بمناسبة اللقاء العلمي عن الأديب ابن خميس الذي أعدت له الدارة بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي. يقول الدكتور الربيع في مطلع مقدمته: وأثناء التفكير في موضوع مناسب استعدت في ذاكرتي صورة ابن خميس وهو يحاضر أو يناقش في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وكان لي شرف عضوية المجمع، وأن أحضر معه دورتين من دورات المؤتمر العام للمجمع، وهنا تبلورت لدي فكرة جمع ما قدمه ابن خميس في دورات المجمع ودراسته من بحوث علمية فكانت فكرة هذا الكتاب. أما مضمون الكتاب فقد انطوى على ثمانية بحوث نشرت كلها في مجلة المجمع، إلى جانب ثلاث قصائد ألقاها ابن خميس في مناسبات مختلفة بالمجمع، وتقع هذه البحوث في أربعة محاور هي الشعر ومنه هذه القصيدة التي ألقاها في المجمع عيده الذهبي عام (1406ه): مجمع الخالدين هل أنت إلا فلك دائر بأبهى البدور علم شامخ فما زعزعته عاتيات من عاصفات الدبور أنت للضاد والعروبة ركن لهما فيك كل طرف قرير فيما جاء المحور الثاني مرتبطاً بتاريخ جزيرة العرب وجغرافيتها فقدِّم بحث بعنوان "قبيلتا طسم وجديس" وبحث "حجر اليمامة" وبحث عن "الدهناء" الصحراء المشهورة في نجد وبحث آخر بعنوان "رياضة الصيد عند العرب".. بينما حفل المحور الثالث بما عرف عن ابن خميس من غيرة على التراث واللغة والدفاع عنهما، وقدم في ذلك بحث "إحياء التراث في البلاد السعودية" حيث استعرض فيه الربيع البدايات الأولى لنشر الكتب في المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز، وبحث بعنوان "حفظوا اللغة في عصر الأمية وأضاعوها في عصر العلم" ومن هذه البحثو في هذا المجال أيضاً بحث "الفصحى أمانة في عنق هذه الأمة" وآخرها بحث حمل اسم "وسائل الإعلام والفصحى المعاصرة".. وصولا إلى آخر محاور الكتاب الذي يقدم فيه المؤلف ما قام به الشيخ ابن خميس من تعليقات وتصويبات واستدراكات في جلسات النقاش في المجمع.. حيث جاء الإصدار في مجمله يلقي الضوء على الدور الفاعل لأحد رواد الأدب والثقافة في المملكة ممن حفروا أسماءهم في ذاكرتنا الثقافية.