الحقيقة أنني عندما طلب مني أن أتحدث عن الشيخ عبد الله بن خميس فكرت كثيرا ماذا أقول عنه، فهو المؤرخ وهو الباحث وهو الذي أفاد من أبحاثه كثيرا من العلماء والباحثين ولا تجد وسيلة من الوسائل إلا وللشيخ عبد الله بن خميس يد طولى فيه لذلك نحس أن شخصية الشيخ ابن خميس شخصية فارعة الطول لها دور كبير في نشر الثقافة العربية السعودية بكل أبعادها وبكل ما يمكن أن تصبح عليه، ولذلك لا نجد باحثا إلا ويعود إلى الشيخ عبد الله في أعماله الكبيرة والتي لا نستطيع إحصاءها وجميل جدا من النادي الأدبي بالرياض أن يحتفي بهذه القامات التي نفخر بوجودها بيننا ونسأل الله له طول العمر والصحة والسعادة . عندما أنشأنا جمعية التاريخ والآثار في جامعة الملك سعود كان الشيخ عبد الله بن خميس من الشخصيات التي دعمت هذه الجمعية وكان يأتينا ويلقي خطبا كثيرة، وكان مشجعا للآثار بطريقة رائعة ومتميزة، وكنا صغارا وكنا شبابا وكان يدعمنا هذا العلم الكبير في أبحاثنا وفي أعمالنا. الشيخ عبد الله بن خميس أيضا من الشخصيات التي كان لها دور كبير فيما عرف ب(طسم وجديس) وكان من الذين يدافعون عن (طسم وجديس) كانت في نجد، وأن طسم وجديس كان لها دور في تلك المنطقة وكنا نحن الشباب ننظر إلى (طسم وجديس) على أنها من الأساطير التي تروج قصصها في هذه المنطقة وهذه الصورة في تصوري كانت من الأساطير التي لا وجود لها فيما عرف بدولة كندة ودولة كندة عندما تذكر لا تذكر (طسم وجديس) مع أن الفترة التي يتحدث المؤرخون أو الأسطوريون كانت في تلك الفترة ولماذا إذن لم تذكر (طسم وجديس) مع وجود دولة(كندة)في هذا الوقت لكن الشيخ ابن خميس كان مصرا على وجودها وكنت أقول إن (طسم وجديس) كانت موجودة ولكنها لم تكن إلا عن طريق موجود في التوراة قبيلة توشيم وقال عنها المؤرخ جواد علي إنها قد تكون طسم وهذه توشيم كانت موجودة في العلا وأنها انحدرت إلى نجد لتسيطر على الطريق التجاري بين وسط الجزيرة وجنوبها وشمالها، وقد تأكد ذلك عندما وجدنا في منطقة الفاو نصا يتحدث عن قبيلة اللحيان وأن قبيلة اللحيان التي كانت لها مملكة في منطقة العلا كانت موجودة في منطقة الفاو؛ لكن هناك علاقة قوية جدا بين منطقة العلا ومنطقة الفاو وفي جنوبالرياض، وبذلك كنت أتحدث عن هذه الناحية ولكن الشيخ عبد الله بن خميس عافاه الله كان مصرا على وجود (طسم وجديس) والشيخ عبد الله مجادل جيد وكنت أتذكر له صراعا مع الشيخ عبد القدوس الأنصاري في منطقة (مرات) وهل هي بفتح التاء أو سكون التاء، ولكنني أفخر أنني كنت موجودا في زمن هذا الجدل العلمي السليم، ولذلك أشعر أن الشيخ ابن خميس كان شخصية مرموقة ولها دورها في الحركة الثقافية في المملكة وما هذه الأعمال الكبيرة التي هي جزء من أعماله الطيبة إلا نوع من أنواع الفخار الذي نفخر به، وهو من الأعلام الذين يجب أن يأخذوا حقهم في التقدير والجوائز. د. عبد الرحمن الأنصاري