بدأ موظفاً في الخطوط السعودية عام 1974م، ثم تدرج في العمل حتى رأى أن طموحاته لا توفرها الوظيفة.. فكّر في مجال السفر والسياحة بحكم الممارسة والخبرة المتراكمة، فافتتح شركة الصرح للسياحة والسفر؛ ليكون وكيلاً للخطوط السعودية في منطقة سدير عام 1977م، وبعد سنوات من العمل والتطوير والنجاح وتحديداً في عام 2008م افتتح أكبر صالة لمكتب سفر وسياحة في العالم العربي، الواقعة على «طريق الملك عبدالله» تقاطع «طريق التخصصي». «مهيدب بن علي المهيدب» -مدير عام شركة الصرح للسياحة والسفر- استطاع بالصبر والمثابرة في العمل والإنجاز تحقيق سلسلة من النجاحات في عالم السفر والسياحة، حتى أصبح واحداً من روادها بعدد (18) فرعاً للسياحة والسفر في أنحاء المملكة، إضافةً إلى عدد من الفروع خارجها، كما أنه اقتحم مجالات استثمارية أخرى في مجال العقار والأسهم والتأمين، وأنشأ أول قرية سياحية في منطقة الرياض، وهي «قرية الثمامة السياحية»، مؤكداً على أن رأس المال الشُجاع هو ما يُنوع الإستثمار. «الرياض» تستقصي بدايات ونجاحات رجل الأعمال «مهيدب المهيدب». علّمته الحياة أن مفاتيح الرزق في ثلاثة: «الصدق مع الناس» و«احترام الوقت» و«صلة الرحم» طفولة جميلة في البداية تحدث "مهيدب المهيدب" عن بدايات الطفولة، قائلاً: ولدت في مدينة الرياض في حي قريب من "شارع العطايف"، مضيفاً أنه على الرغم من الإمكانات المحدودة إلاّ أن الحياة كانت جميلة أيام الطفولة، مبيناً أنه التحق بمدرسة "بلال بن رباح" الابتدائية، ثم المتوسطة الأولى، بعدها التحق بثانوية "اليمامة"، ثم جامعة الملك سعود في كلية التجارة بالرياض، مشيراً إلى أن الشيخ "عبدالعزيز المنقور" -رحمه الله- كان له دور بتحويله من كلية التربية -التي أُجبر على التسجيل فيها- إلى كلية التجارة. حصل على أكثر من 100 درع وشهادة تقدير من شركات طيران دولية وعالمية وأضاف: بعد التخرج التحقت بعدد ثماني دورات في التطوير الإداري داخل وخارج المملكة، حيث كان لها الأثر الإيجابي في عملي الإداري، ذاكراً أنه خلال تلك الفترة اكتسب كثيراً من الأصدقاء سواء من الإخوان أو أبناء العم أوالزملاء، كذلك أصدقاء يعملون في مكاتب السفر وشركات الطيران، موضحاً أنه تأثر كثيراً بوالديه -رحمهما الله- وبعض الأقارب الذين يكبرونه سناً، حيث تعلم منهم المبادئ الإسلامية منذ الصغر، والصدق مع الناس وإحترام الوقت وصلة الرحم. يرى أن العمل في «القطاع الخاص» أفضل من «الحكومي» ويُقدم رواتب ومميزات مغرية لم تناسبني الوظيفة وعن الفرق الجوهري بين الحياة قديماً والآن، أكد على أن هناك فروقاً كثيرة، مضيفاً أن المجتمع كان قبل (40) عاماً نقياً وطاهراً، بعكس ما نراه الآن من عدم ثقة وعدم توافق بين بعض الناس، بل أن القطيعة بدأت تحدث بين الأخوان، كما أنه كثرت القضايا في المحاكم من طلاق وغيره. وعن بدايات العمل وأبرز مراحل التطور، ذكر أنه بدأ موظفاً في الخطوط السعودية في عام 1974م في قسم الحجز المركزي، حتى وصل إلى رئيس فترة خلال عام، مبيناً أن طموحاته لا توفرها الوظيفة الحكومية، فبدأ يفكّر في العمل الحر، ووجد أن أنسب القطاعات التي لديه فيها خبرة هو مجال السفر والسياحة، لافتاً إلى أنه افتتح "شركة الصرح للسياحة والسفر"، وأصبح في حينها وكيلاً للخطوط السعودية في منطقة سدير عام 1977م، بعد ذلك افتتح مكتب آخر للسياحة والسفر في "شارع الوشم"، وفي عام 2008م افتتح أكبر صالة لمكتب سفر وسياحة في العالم العربي الواقعة على "طريق الملك عبدالله" تقاطع "طريق التخصصي". يتطلع إلى إنشاء «جمعية حقوق الطفل والمرأة» وسرعة تنفيذ مشروع «بنك الطعام» واقتطاع 1.25% من الزكاة لصالح الجمعيات الخيرية الرسمية 18 فرعاً وأوضح أنه استطاع أن يُطوّر من العمل، وتوسع فيه، حتى أصبح لدى شركته (18) فرعاً للسياحة والسفر، إضافةً إلى عدد من الفروع خارج المملكة، مضيفاً أنه خلال سنوات من العمل والإنجاز حصل على أكثر من (100) درع وشهادة تقدير من شركات طيران دولية وشركات عالمية في السفر والسياحة يمثلونها في الرياض، مبيناً أنه أنشأ في عام 1982م الشركة العربية لخدمات المسافرين مع خمسة أشخاص، ثم انتقلت ملكيتها بالكامل وبنسبة (100%) إلى مجموعة الصرح، لافتاً إلى أنه افتتح مكتب "وايت ساندز" في دبي عام 1998م الذي يقدم خدماته إلى أغلب مكاتب السياحة والسفر في الخليج، وقد حقق العام الماضي المرتبة السادسة ضمن أفضل الوكالات في جلب السياح من أسواق أوروبا وآسيا وأستراليا وأمريكا إلى دبي. .. و يُقدم مجسماً تذكارياً للأمير خالد بن بندر أثناء افتتاح فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي ضمان بنكي وعن الصعوبات اللي واجهته اثناء العمل، قال "المهيدب": عندما افتتحت المكتب عام 1977م طلب مني الطيران المدني ضمانا بنكيا بقيمة مائة الف ريال، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت بالمقارنة إلى إمكاناتي المالية، مضيفاً أنه بدأ اليأس يدُب في تفكيره، لكن بإرادة الله ثم من حسن الصدف مررت على "قاسم فرج" -رحمه الله- الذي كان مسؤولاً لمنح تراخيص السفر والسياحة في هيئة الطيران المدني، حيث تحدثت معه بخصوص مبلغ الضمان البنكي، فطلب مني بدلاً عن الضمان البنكي كفالة ورقية ب(100) ألف ريال من أي مؤسسة لديها تصريح من وزارة التجارة، وهو ما يُعد سهلاً من الضمان، مشيراً إلى أنه من ضمن الصعوبات التي واجهها "بيروقراطية" العمل أثناء الذهاب إلى الدوائر الحكومية، حيث لم تتطور الإجراءات كثيراً منذ (30) عاماً. المهيدب مع الأمير سلطان بن سلمان أثناء افتتاح مقر مجموعة الصرح قرية الثمامة وذكر أن كثيراً من رجال الأعمال يسعون إلى التنويع في الأنشطة التجارية، مضيفاً أن لديه توجهات استثمارية في مجال العقار والأسهم والتأمين، حيث أنشأ شركتين للتأمين، إحداهما للاستشارات ووساطة التأمين باسم "الشركة العربية للتأمين"، حيث كانت ثاني وآخر وكيل للشركة التعاونية للتأمين منذ عام 1998م، مؤكداً على أنه لا يوجد لها سوى وكيل واحد في ذلك الوقت، لافتاً إلى أنه أنشأ أول قرية سياحية في منطقة الرياض وهي "قرية الثمامة السياحية"، وكانت في حينها أول شاليهات تؤجر باليوم والليلة عام 1997م، ثم افتتح بعد ذلك ما لا يقل عن (25) مشروعاً سياحياً في منطقة الثمامة وغيرها. وعن رصيد التجربة في العمل أوضح أن التعامل مع الناس في بداية حياته التجارية كان رائعاً جداً، حيث كانت كلمة الإنسان لديه أكبر بعشرة أضعاف من ورقه يوقع عليها حالياً، ذاكراً أن للطفرة وبداية ارتفاع البترول سببا في نجاح كل من دخل في عالم التجارة في حينها، مُشدداً على أنه لا يفشل من أدار عمله بشكل يتواءم مع العصر وطوّر في كثير من المجالات، مؤمناً بالمثل القائل: لا تضع بيضك في سلة واحدة"، حيث كان سبباً في نجاح جميع أعماله واستماراته. .. ويوقع اتفاقية مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة قطاع خاص وبحكم الخبرة الطويلة التي اكتسبها في العمل التجاري نصح "المهيدب" الشباب بالتوجه إلى العمل في القطاع الخاص، مضيفاً أنه يقدم رواتب من ضعفين إلى عشرة أضعاف القطاع الحكومي، داعياً إلى العمل في مجال السفر والسياحة بشكل خاص؛ لأنه يقدم رواتب جيدة، إضافةً إلى وجود مميزات أخرى للموظف وأُسرته من تذاكر مجانية وتخفيض (50%) على الفنادق، ناصحاً كذلك بالتوجه إلى العمل في قطاع التأمين الذي تصل الرواتب فيه إلى أكثر من (8000) ريال بعد التخرج بدبلوم تأمين، مُشدداً على أهمية الاهتمام بالتعليم والتفكير في المستقبل الوظيفي، وكذلك الزواج وتكوين أسرة، مشيراً إلى أنه يجب أن لا يكون هم الشاب مُنحصراً في شغل وقت فراغه في البحث عن اللعب والتسلية ومضيعة الوقت فيما لا يفيد. المهيدب يحصل على درع المركز الأول للمبيعات من شركة «جاليفرز» العالمية عادات إيجابية وعن واقع المجتمع، أوضح أن شعار شعب المملكة هو كلمة التوحيد: "لا اله إلاّ الله محمداً رسول الله"، حيث يتميز بكثير من العادات الإيجابية التي من النادر أن تكون موجودة في الدول الأوروبية وغيرها؛ مثل الاحترام وصلة الرحم وكذلك التواصل بين الأسر، متمنياً أن "تضمحل" بعض الممارسات السلبية التي طغت على أفراد المجتمع، مضيفاً أنه فيما يتعلق بالتعليم، فالحمد لله الشباب وصل إلى درجة كبيرة منه، حيث نراهم اليوم يقودون أكبر شركات الصناعة والاتصالات والبنوك، مقترحاً التوسع في المدارس والجامعات بنسبة تتوافق مع الزيادة في عدد السكان، مع تأهيل بعض المعلمين -وهم قلة- الذين يتجهون إليه لهدف الراتب الشهري وليس من أجل رسالة التربية والتعليم. طلال المهيدب يتسلم درع التفوق لشركة الصرح في مبيعات الفنادق والحجوزات تقليص العمل وفيما يتعلق بواقع العمل داخل المملكة، اقترح "المهيدب" أن يكون هناك تنسيق كبير بين وزارة التعليم العالي من جهة ووزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل من جهة أخرى، عبر استحداث تخصصات، مع فتح مجالات توظيف سريعة ومناسبة لسوق العمل، مُشدداً على أهمية وضع وزارة العمل آليه أو ضوابط بمنح الموظف نسبة (50%) من راتبه في القطاع الخاص في حالة إفلاس الشركة التي كان يعمل بها حتى يجد وظيفة أخرى مناسبة حسب مؤهلاته وقدراته، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات تحقق أمنا وظيفيا للمواطنين راغبي العمل في القطاع الخاص، مُقترحاً كذلك إلغاء نظام الفترتين في القطاع الخاص، إضافةً إلى إلزام جميع الشركات والمؤسسات والمحال التجارية بتحديد ساعات العمل من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة أو السادسة مساءً. مهيدب المهيدب تدهور مستمر وأوضح أن إلغاء نظام العمل في فترتين يساعد الشاب على الإنتاجية والراحة النفسية، خاصةً في قطاعات التجزئة؛ لأنه ليس من المعقول أن يعمل مثل الأجنبي من التاسعة صباحاً حتى منتصف الليل، ناصحاً بإيقاف العمل بعد الساعة السادسة مساءً، حيث إن له تأثيرا إيجابيا من النواحي الأمنية والمرورية. وعن واقع "الصحة" قال: مع الأسف هناك من يشتكي من التراجع في تقديم الخدمات الطبية في معظم المدن والقرى، حتى أصبح من الصعوبة إيجاد سرير للمريض في بعض المستشفيات!، متسائلاً: هل المشكلة من وزارة الصحة نفسها أم من وزارة المالية؟. وفيما يتعلق ب"التعصب" في المجتمع، أشار إلى أنه بدأ ينحسر عن أغلب المجتمعات العربية، مبيناً أن هناك أشخاصا يضعون الوقود على النار في إحيائه، وهذا شيء غير مقبول ومرفوض ومردوده وخيم. جمعيات خيرية وحول برامج المسؤولية الاجتماعية والدور المطلوب من القطاع الخاص ورجال الأعمال، أوضح "المهيدب" أنها مسؤولية كبيرة وضرورية ومشتركة من جميع شرائح المجتمع، مضيفاً أن هناك بعضاً من رجال الأعمال ساهموا بدعم الجمعيات الخيرية، وكذلك إنشاء المستشفيات، والتبرع بأجهزة غسيل الكلى في كل مدينة وقرية. وعن مساهمات "شركة الصرح" في المجالات الخيرية والمسؤولية الاجتماعية أكد على أنه منذ بدايتها وهي تساهم في دعم بعض الجمعيات الخيرية المصرح لها رسمياً، وكذلك ساهمت في تدريب وتوظيف المساجين الذين تتلاءم إمكاناتهم مع الوظائف في الشركة، إضافةً إلى أنه عضو في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام -إنسان-، وجمعية الأطفال المعوقين، والجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية بالخارج -أواصر-، مقترحاً أخذ (1.25%) من الزكاة المعمول بها حالياً وتقديمها إلى الجمعيات الخيرية الرسمية المعترف بها. وتمنى إنشاء "جمعية حقوق الطفل والمرأة"؛ لما تعانية الفئتان من بعض المشاكل، وهو ما يُساعد على حصولهما على الحقوق والامتيازات، وكذلك سرعة تنفيذ مشروع "بنك الطعام" الذي سبق الإعلان عنه من قبل الجمعية الخيرية بمنطقة الرياض؛ للإفادة من فائض الفنادق وقصور الأفراح والمناسبات وتوزيعها على الفقراء بدلاً من رميها في النفايات.