أدى تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أسواق الطاقة العالمية إلى مستويات بلغت 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية إلى كبح تقدم استثمارات الغاز الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول العالمية التي اندفعت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى تكثيف الاستكشافات رغم أن سعر التكلفة يصل إلى أكثر من 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في خطوة ترى بأنها ستفضي إلى استغنائها عن نفط الشرق الأوسط وكذلك الضغط على الأسعار لتعود إلى مستويات متدنية قد تضر بالمنتجين. وشكك عدد من المحللين الطاقويين في نجاح استثمارات الغاز الصخري في ظل استخدام التقنية الجديدة التي لها محاذير بيئية كبيرة ومضار جيولوجية لطبقات الأرض، وكذلك استنزاف المياه بكميات كبيرة ما يحول دون منافسة مصادر الغاز الصخري أو ما تسمى "المصادر غير التقليدية" لمصادر الغاز الطبيعي والنفط الخام التي تلبي حوالي 87% من احتياجات العالم لمصادر الطاقة. وقال الأمين العام ل"أوبك" عبدالله البدري أنه يجب أن نكون حذرين في إعطاء تقييمات سريعة لنتائج استغلال الغاز الصخري وذلك لكونه لا يزال في مراحله الأولية وتحيق فيه عدد من الضبابية ومنها ارتفاع التكاليف وكذلك قلة الإنتاج من الآبار وعملية التراجع السريع في الإنتاج والتي تصل ما بين 60-90% في السنة الأولى وهي عوامل لا تجعله ينافس الغاز التقليدي. وتوقع البدري أن يرتفع الطلب على النفط في السنوات القادمة ليصل إلى 107 ملايين برميل يوميا في عام 2035م نتيجة تنامي عدد السكان والذي من المتوقع أن يصل إلى 9 مليارات نسمة عام 2040م ما يتطلب مزيدا من الاستثمارات في مجال الطاقة والصناعة لمواجهة متطلبات التنمية التي ستكون باهظة التكاليف في وقت تشح فيه المصادر. من جانب آخر نقلت نشرة "ناشونال جيغرفك" المتخصصة في تقرير خاص قلق البيئيين جراء التوسع في استكشافات الغاز الصخري، مشيرة إلى أن هناك أضراراً بيئية كبيرة تلحق بطبقات الأرض نتيجة إلى ضخ مواد شديدة السمية إلى طبقات الصخور التي تقع على أعماق تصل إلى حوالي 8 آلاف متر، كما أن كثرة الآبار التي يتم حفرها واستخدام التكسير الهايدروليكي يفضي إلى خلخلة طبقات الأرض. وفي شأن ذي صلة تراجعت أسعار نفط برنت أمس الجمعة دون 104 دولارات للبرميل ووصلت إلى أدنى مستوياتها منذ ثمانية أشهر في ظل قلق بشأن نمو الطلب العالمي، بيد أن بيانات إيجابية لسوق العمل الأمريكية ومخاوف بشأن الإمدادات حدت من تراجع الأسعار وعملت على تماسك الأسعار عند هذه المستويات طيلة التعاملات الصباحية في الأسواق الأوروبية. وتناغم خام ناميكس القياسي في الأسواق الأمريكية مع موجة الهبوط، حيث انخفض بمقدار 53 سنتاً إلى 92.93 دولاراً للبرميل، كما سجلت أسعار الذهب أسوأ أداء أسبوعي منذ أواخر فبراير مع اجتذاب أسواق الأسهم القوية المزيد من المستثمرين الباحثين عن عوائد أفضل حيث هبط الذهب إلى 1560.71 دولار للأوقية.