«اكتشف الباحة» دعوة وجهتها الهيئة العليا للسياحة عبر دليل سياحي مصور، يقدم برنامجاً لزيارة المنطقة والتعرف عليها خلال 48 ساعة، كما يستعرض بإيجاز تاريخ المنطقة وموقعها الجغرافي، مناخها، تضاريسها، والمقومات الطبيعية التي جعلتها واحدة من أهم الوجهات السياحية بالمملكة خصوصاً في فصل الصيف. ويشير الدليل إلى أن منطقة الباحة كانت تعرف ببلاد غامد وزهران، وأن أهميتها كانت ترجع إلى وقوعها على الطرق التجارية الرئيسة في غرب الجزيرة العربية، والتي مازالت آثارها ماثلةً في طريق الفيل الذي أنشأه جنود أبرهة الحبشي ملك الحبشة حتى تمر الفيلة عليه، وهي في طريقها إلى مكةالمكرمة. السراة لعل أهم ما يميز منطقة الباحة مناخها المعتدل صيفاً والبارد شتاءً، وذلك بحكم موقعها بين سلسلة جبال السروات أو ما أصطلح عليه محلياً باسم «السراة» والتي يبلغ ارتفاعها 2000 م عن سطح البحر؛ ويبلغ متوسط درجة الحرارة 30 درجة مئوية، ويقدر متوسط هطول الأمطار ب150 ملم في العام. تزخر منطقة الباحة بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، وتشير الدراسات إلى أن تاريخ المنطقة يعود إلى العصر الحجري الأوسط القديم، وقد كانت الباحة محطة مهمة لقوافل الحج والتجارة. وتشتهر المنطقة بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية التي توارثها سكان المنطقة عن أسلافهم، وهي تعكس في مجملها قدرة الإنسان على الإبداع والتفاعل مع معطيات البيئة المحلية وتوظيفها خدمة لاحتياجاته ومتطلباتها. نهاية الأسبوع ويقترح الدليل التعرف على الباحة خلال 48 ساعة أو عطلة نهاية الأسبوع، وهو يدعو لزيارة متحف الباحة، والمشي في أحضان الطبيعة بغابة شهبة، والتقاط الصور الفوتوغرافية لقرية ذي عين، وركوب العربات المعلقة بمتنزه القمع في بلجرشي، فضلاً عن التجول في محافظة العقيق وزيارة سوقها الشعبي. والتنزه في حديقة المطار. ذي عين ويقف الدليل عند قرية ذي عين، فيصفها بأنها إحدى أهم القرى العمرانية الأثرية في الجزيرة العربية، والتي يمكن الوصول إليها عبر طريق عقبة الباحة والذي يربط السراة بتهامة، وتطل القرية مباشرة على وادي راش حيث الواجهة الأساسية للقرية، وهي عبارة عن مبان متراصة يفصل بينها فواصل صخرية معقدة ألهمت مشيديها لاستغلالها أساسات وحوائط لمبانيها التي تمثلت شكلا بيضاويا، وتطل جميعها على الناحية الغربية للقرية، وتميزت بقصورها ومبانيها المميزة المتربعة على قمة جبل على شكل هندسي رائع تدل على حضارة قامت بالمنطقة، وبحكم موقعها على قمة جبل،فإنها تطل على بستان أخضر من النخيل وأشجار الموز وأنواع الخضار الأخرى؛ مما يزيد الموقع جمالا، ويدفع بسكانها إلى ارتيادها بكثرة للعناية بحقولهم الزراعية ومواشيهم التي ترعى في مراتعها، بالرغم من انتقالهم للعيش في مواقع قريبة منها ،كما تميزت بوجود مصدر مائي ثابت من عينها الجارية على مدار العام دون انقطاع، وتنساب مياه العين من بطون الجبال التي تعلو القرية من الخلف. غابة رغدان والباحة منطقه غنية بالأودية والسدود والغابات الخضراء، إذ يتضح ذلك جليا من اسمها الذي يعني قاموس الماء والنخل الكثير الباسق والأرض الفسيحة، علاوة على أن الأمطار تهطل عليها باستمرار في أكثر أيام السنة؛ مما يجعلها جنة تملك الكثير من المناظر الطبيعية الجذابة، حتى أن المواقع الأثرية قد تزيدها الطبيعة الخضراء جمالا وجذبا للزائر، وتعد منطقة الباحة منطقة غابات حيث تحوي أكثر من عشر غابات، تعتبر غابة رغدان أشهرها وهي تبعد عن وسط مدينة الباحة بحوالي 5 كم شمالا، وتعد من أجمل الغابات في منطقة الباحة، تقع على حواف جرف يوفر مشاهد واسعة إلى أسفل الجرف، وأسفل الوادي فيه جميع الخدمات، وتطل على طريق عقبة الملك فهد الذي يربط الباحة بالمخواة، وهي غابة جاذبة للسكان المحليين والزوار لما تملكه من جمال يمزج بين المناظر الطبيعية الخلابة والمناظر الجبلية الجميلة، وقد وفرت لها جميع الخدمات؛ نظرا لكثرة الزوار، فطرقها معبدة، والممرات مضاءة، وتتوافر فيها الجلسات العائلية ودورات المياه وبعض المحلات التجارية. وادي فيق ويقع وادي فيق جنوبالباحة، ويبعد عنها(10 كم)، وهو وادي مخضر طوال العام، وعلى قمته قرية يسكنها أهل الوادي قديما، أما في الوقت الحاضر فمساكنهم قريبة من الوادي، ومن أهم منتجات هذا الوادي اللوز الأخضر والمشمش والخوخ والبخارى. ونظرا لكثرة الأمطار الموسمية التي تهطل على منطقة الباحة خصوصا في فصل الشتاء وما ينتج عنها من شلالات رائعة في أعالي الجبال وبعض الأودية؛ اقتضت هذه الحال بناء السدود لحفظ هذه الكمية الكبيرة من المياه. ويقع سد العقيق جنوب غرب محافظة العقيق، وفيه كميات كبيرة من مخزون المياه الذي تتغذى عليه منطقة الباحة، وقد عملت عليه محطة لتنقية المياه، وهو أحد المعالم السياحية، ويمكن الوصول إليه بسهولة، وهو محطة ممتعة لكل أهالي المنطقة والسياح فيها. عقبة الملك فهد بالاتجاه غرب مدينة الباحة تقع عقبة الملك فهد وهي طريق منحدر رائع يحوي 25 نفقا متفاوتة الأطوال، ومعظمها منحوت بشكل هندسي متقن، يثير الإعجاب، وقد عاند هذا الطريق الصخور الصلبة، واكتسب بذلك جمالا وروعة من خلال مروره بمناطق جذابة يصعب الوصول إليها، ويشق هذا الطريق المرتفعات ليشكل همزة وصل بين منطقة الباحة ومحافظة المخواة، ومنها إلى منطقة مكةالمكرمة. وبالقرب من قرية جدر يقع منتزه الشلال والذي يبعد مسافة 5 دقائق عن الباحة، وأهم ما يميزه كثرة الأشجار وجريان المياه السطحية بسبب الأمطار طيلة أيام السنة، وقد سمي بذلك لوجود شلال كبير وجميل داخل هذا المنتزه الذي تكثر فيه أشجار الزيتون البري والطلح والعرعر. جنوب محافظة بلجرشي يقع منتزه القمع، وهو من أكبر المنتزهات، التي يرتادها السياح لركوب العربات المعلقة (تلفريك)، وتتكاثر فيه أشجار الزيتون البري والعرعر وأشجار الطلح، وفيه جميع الخدمات ودورات المياه والجلسات المخصصة للعائلات. ويستعرض دليل (اكتشف الباحة) أنماط السياحة الرياضية المتوفرة في المنطقة والتي يتم تنظيمها ضمن فعاليات المهرجانات السياحية ومن ذلك: تسلق الجبال، والصيد، والرماية، وسباق التحمل، وركوب الخيل والجمال، والمشي، وقيادة الدراجات. كما يقدم للسياح نبذة عن الأسواق الشعبية التي تزخر بأصناف عديدة من منتجات الحرف والصناعات التقليدية التي تتميز بها الباحة. ويحتوي الدليل كذلك على ثلاث خرائط للباحة وبلجرشي والمندق، علاوة على دليل للخدمات يضم قائمة هواتف لأهم الفنادق والشقق المفروشة وبيوت الشباب والطالب ووكالات السفر والسياحة وشركات تأجير السيارات.