«أسرار» خليط من عدة تجارب نفذت خلال السنتين الماضيتين رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المعرض الرابع عشر للتشكيلي زمان جاسم الذي حمل عنوان (أسرار) الذي ضم (50) عملاً فنياً متنوعاً في مواضيعه وأفكاره وخاماته وأقيم في قاعة الفن النقي بمدينة الرياض، يوم في يوم السبت الماضي، ويستمر حتى يوم الاثنين القادم.. يقول التشكيلي زمان عن هذا المعرض:" طبعا هذا المعرض (أسرار) أعتبره من أهم محطاتي الفنية خاصة لأنه في العاصمة الرياض، التي عشت فيها فترة ودرست وتخرجت، وأيضا هذه المدينة التي استضافتني في عدة مناسبات وفعاليات فنية، وكنت مترددا جدا في إقامة معرض شخصي رغم أني أقمت أكثر من 14 معرضا في الشرقية والغربية ودول العالم المختلف؛ إلا أنني أرى أن الرياض لها نكهتها وجوها الخاص، لذلك انتظرت الوقت المناسب والمكان المناسب بالنسبة لي". ويؤكد زمان أن تجربته الحالية في الرياض أشعرته باختلاف كبير عن آخر معارضه السابقة خارج البلاد ،حيث إنه لم يقم معرضا شخصيا منذ سنوات طويلة مضت في السعودية، وكان آخر معرض له 2009 في الخبر وقبلها 2001 في جدة.. ويضيف:" ما أثارني أكثر هو شعوري بالانتماء والحميمية وحرص الجمهور والمتذوقين على متابعة تجاربي الفنية الذي خلق لي سعادة بالغة وكنت أقول بأنني كنت في غربة والآن أشعر بأنني في مكان آمن مع جمهور متعطش لرؤية الجمال". وعن سبب اختيار قاعة الفن النقي لعرض أعماله أجاب:" قاعة الفن النقي هي من حركت وأعادت لي ترتيب فكرة إقامة المعرض، لأنني لا أتوقع أن يوجد قاعة محرضة للشغب الفني والخروج عن المألوف كقاعة الفن النقي بالإضافة لتفهم إدارة القاعة للفنان ومنحه الثقة في تشكيل وتكوين معرضه". معرض "أسرار" هو خليط من عدة تجارب نفذت خلال السنتين الماضيتين وقد قسم المعرض لثلاثة أقسام: قسم لوحات الاكريلك المشدودة على قماش وهي عدة تجارب متنوعة وامتداد لتجارب الفنان زمان جاسم التي تستقي من الموروث البيئي بطريقة مجردة مستفيدا من الموتيفات الشعبية التي يؤسسها بنفسه، بالإضافة لاشتغاله على الحرف العربي دونما معنى مباشر في معظم الأعمال حيث يقول بان الحرف أشبه بنغمة موسيقية يحمل جماليات ودلالات ذات روحانية عالية يوظفها داخل العمل الفني بتمازج لوني تارة يطغى البياض على معظم أجزاء اللوحة وتارة تثور الألوان على البياض.. أما القسم الثاني وهو الأعمال المنفذة على الورقيات وهي بأحجام صغيرة لا تتجاوز الأربعين سم وتصب في نفس المنحى بمعالجات مختلفة لاختلاف بعض الخامات المعالجة وتصب فكرتها حول توظيف اللون كقيمة جمالية في إشباع سطح العمل الفني باللون والملمس والخط.. ويأتي القسم الثالث والاهم هو قسم الأعمال المنفذة بخامة الفايبرجلاس .. الألياف الزجاجية.. والذي احتوى هذا القسم على العديد من التجارب أهمها تجربة أو مشروع الآخر والذي استغل فيه إطباق الستلايت لتوظيف العمل من فكرة إلى عمل جمالي والذي يتحدث عن هذا القسم زمان قائلا:" ليس للطبق قيمة فنية أو جمالية مباشرة أنما هو مجرد لاقط "وسيط " لإيصال المعلومة أيا كانت وتتحكم فيه قوى مختلفة الأهداف والتوجهات وقد باتت أقرب وأسهل وسيلة لتغذية أفكار وعقول المجتمعات بأسرها، فالحرب الحقيقية التي نعيشها الآن هي الإعلام، ومن هنا أحب أن يسلط الضوء على هذا الجانب الهام في الحياة، سواء كان الآخر أنت أم أنا أو هو أو هي أو كل إنسان يعيش على هذا الكوكب هو آخر ويحق لنا جميعا أن نعيش باحترام وسلام وأمن بعيدا عن الاختلافات المعروفة" ويضيف:"من هذا المنطلق حولت هذه الأطباق إلى أعمال فنية وكأنما اصنع او أشكل من خلالها بعدا أو آخر غير الموجود، آخر قد يكون أكثر تفهما وحبا واندماجا مع المختلف، وقد جاءت أعمال هذا القسم بالعديد من الخامات المختلفة منها البسيط ومنها المعقد، منها اللين ومنها القاسي منها السائل ومنها الجامد، منها الثابت ومنها المتحرك". يذكر أن جزءا من ريع المعرض مخصص لصالح جمعية سند الخيرية. من أعمال زمان جاسم