قال متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت ثاتشر إنها توفيت بعد إصابتها بجلطة في المخ، وقال المتحدث اللورد تيم بيل "ببالغ الأسى أعلن مارك وكارول ثاتشر وفاة والدتهما البارونة ثاتشر صباح أمس بعد إصابتها بجلطة". هذا وسيبقى لقب "المرأة الحديدية" الذي اطلقه عليها السوفيات ابان الحرب الباردة خالدا في التاريخ فقد عرفت تاتشر بانها محافظة متشددة وليبرالية الى ابعد حدود ومناهضة شرسة للاشتراكية - الشيوعية ومن كبار المشككين بالمشروع الاوروبي ومعارضة للحركة النسائية ومثيرة جدا للجدل، لكنها تبقى بشكل خاص من عظماء القرن العشرين لم تقبل مطلقا بانصاف الحلول. وكانت تاتشر بطلة "ثورة" غيرت وجه بريطانيا لكنها قسمتها بعمق ايضا بين 1979 و1990، وكانت تقول "انني مع التوافق، خصوصا بشروطي". وكانت اول سيدة تتولى رئاسة الوزراء لمدة قياسية في القرن الماضي بحيث حكمت "ماغي" لثلاث ولايات تأرجحت خلالها شعبيتها بين القمة والحضيض. وقالت رئيسة الوزراء السابقة في مذكراتها في مديح لنفسها "اعتقد ان التاريخ سيسجل صفة (التاتشرية)". وقامت بخصخصة قطاعات كاملة من الاقتصاد وبتفكيك الاقل مردودية منها (الصناعة الثقيلة والمناجم) كما ازالت الاطار التنظيمي للخدمات المالية في ظل ارتياح كبير في اوساط الاعمال. واعادت اطلاق النمو وتصدت لدولة العناية والعجز العام. ولدت تاتشر في 13 اكتوبر 1925 في غرانثام في عمق انكلترا، من والد بقال لكنه كان مبشرا للكنيسة الا انها سرعان ما انضمت الى القيم الفيكتورية (المحافظة) في العمل والنجاح الفردي قبل ان تبدأ دراسة الكيمياء في اوكسفورد ثم المحاماة. ومن زواجها برجل الاعمال دنيس تاتشر رفيق حياتها انجبت توأمين: مارك رجل الاعمال المثير للجدل الذي ورد اسمه في محاولة انقلاب في غينيا الاستوائية، وكارول التي اختارت مهنة الصحافة التي لم تكن مجالا مستحبا لدى والدتها. وانتخبت تاتشر نائبة حين كانت في الرابعة والثلاثين من عمرها ثم تولت رئاسة حزب المحافظين في 1975 ورئاسة الحكومة بعد اربع سنوات من ذلك، وفي خلال هذه المسيرة تغلبت تاتشر على عقبة مزدوجة، كونها امرأة متحدرة من وسط متواضع في حزب ذكوري اريستوقراطي الى حد كبير. وقد نجحت تاتشر في فرض نهجها وكلمتها بصوت ناعم كمعلمة مدرسة ونظرة حادة وهي تركز عينيها الزرقاوين في عيني محادثها، ومما قالته "ان سيدة تعرف كيف تدير منزلا ستعرف كيف تدير البلاد". و"السيدة ليست من طبيعتها العودة الى الوراء" وهو شعار تردد لوضع حد لاضراب لعمال المناجم استمر سنة واضراب عن الطعام قضى خلاله عشرة سجناء من الجيش الجمهوري الايرلندي بينهم بوبي ساندز الذي كان نائبا في مجلس العموم البريطاني واصبح رمزا. وكانت تكرر بدون كلل لمعارضيها من وزراء او "بيروقراطيين في بروكسل" "ليس هناك من بديل". اما بالنسبة للنقابات فكانت تصفها ب "اعداء الداخل" الذين يتوجب اسكاتهم. ومن "اعداء الخارج" ليوبولد غالتييري الرئيس الارجنتيني الذي اخرج بالقوة من جزر فوكلاند (مالوين) الخاضعة للسيادة البريطانية في المحيط الاطلسي التي تطالب بها الارجنتين. وكان اقرب اصدقائها الرئيس الاميركي رونالد ريغان الذي رفعت معه "العلاقة المميزة" عبر الاطلسي الى اعلى قممها، كان "الرجل الثاني في حياتها" بعد دنيس تاتشر على قول كاتبي سيرتها. تاتشر خلال زيارتها الجنود البريطانيين في جزر الفوكلاند (أ.ف.ب) أكاليل من الزهور على باب منزل تاتشر في لندن (إ.ب.أ)