يعتبر - يوم الحناء - أحد العادات والتقاليد الاحتفالية التي تحرص بعض العائلات السعودية على اقامتها، ويوم الحناء، هو اليوم الذي يسبق يوم الزفاف بيوم أو يومين وتقام به العديد من المظاهر الاحتفالية والتي يتكلف فيها والد العروس كافة المصاريف.. ومؤخراً ارتبطت هذه المصروفات بظاهرة الإسراف والبذخ بشكل غير مألوف... وهذا ما جعل عدد من هذه الأسر .. تعزف عن اقامته بل وحتى حضوره.. فلماذا أصبح يوم الحناء فرحة باهظة التكاليف. «الرياض» استطلعت عددا من الآراء فكان هذا التحقيق. يوم الحناء قديماً في البدء تحدثنا السيدة سلمى البلوي قائلة: يوم الحناء قديماً بهذه الصورة لم يكن موجودا إلا أنه ظهر بشكل سريع وأصبحت العديد من الأسر تحرص على إقامته، فالنساء حريصات على ابتكار المناسبات حتى وصل يوم الحناء البسيط إلى هذا المستوى المرتفع في التكاليف.. وقديماً كان والد العروس يقيم لابنته عزيمة تحضر فيها عائلتها فقط وتكون في منزل والدها.. حتى نقش الحناء كان بسيطا جداً... يقتصر فقط على كفيها فقط.. وهذا عكس ما هو موجود حالياً.. فالفتاة «العروس» تنقش الحناء في أماكن عديدة من جسدها. مظاهر للإسراف فقط وتضيف أمجاد العنزي قائلة: لا أرى ضرورة لإقامة مثل هذا اليوم.. لأنه أصبح عبئا على والد الفتاة.. يتحمله فقط من أجل قصور في الفهم عند النساء.. فما فعلته هذه المرأة لابنتها يوم الحناء لا بد أن أفعل مثله، فقد أصبحت الفتاة تستعد لهذا اليوم كما تستعد ليوم الزفاف من حيث فستان خاص لهذه المناسبة والذي يكلف أحياناً مبلغا من ألف ريال.. إلى خمسة آلاف... ثم تكاليف مشغل التجميل ونقاشة الحناء وتكاليف حجز صالة الأفراح وحفل العشاء والمقبلات والضيافة إضافة إلى تكاليف «الطقاقات» والمصورة والهدايا والقائمة تطول... وتطول بهذه المصروفات التي يجب أن تقام بيوم الحناء حالياً... والوحيد الذي يتحمل كافة هذه المصاريف هو والد العروس. فرحة ... بدون عناء وتكاليف من جهتها تؤكد حنان محمد العقيلي بأن هذا اليوم يشهد مبالغة ومظاهر بذخ لا تقدر بثمن.. فلماذا هذه الظاهرة.. طبعاً من حق العروس وعائلتها أن تفرح ويحتفلوا بهذا اليوم.. ولكن إذا كان لا بد منه فمن الأفضل أن يكون حفل مختصر لعائلتها وفي منزل والدها.. ولا يوجد ما يدعوها للقيام بهذه المناسبة التي تشمل على خسائر وديون يتكلفها الوالد من أجل ارضائها وارضاء النساء الحاضرات. وتشير إيمان الضبع المقبلة على الزواج بأن والدها رفض هذه الفكرة بالرغم وأنه سبق وأن أقام لأختي الكبرى حفلا تكلف به أكثر من خمسين ألفاً.. فقد وجد أنه أخطأ في صرف مثل هذا المبلغ دون فائدة ولكنه أكد لي بأن هذا المبلغ من حقي وسيكون هدية زواجي احتفظ به عند الحاجة... وأنا مقتنعة بهذه الخطوة.. ولن أشعر بأي نقص حينما لا يقام لي مثل هذا اليوم... لأني مدركة بأن أول ما نسأل عنه هو الوقت والمال.. ولا أجد ما يجبرني على إضاعتهما بمثل هذه المصروفات.. وتؤكد سيدة الأعمال رمزية الهاجري بأن المال ليس من السهل أن يصرف في مثل هذه المناسبة وأنا لا أحبذ إقامتها... خاصة وأنها أصبحت مكلفة.. وهناك مبالغة كبيرة في طريقة إقامتها.. لا أعرف كيف ابتكرت ومن المسؤول عن ذلك... لهذا أدعو إلى منع إقامتها أو حضورها.. وأرى ضرورة التوعية والتوجيه في هذا الجانب، فالأب بالكاد يتحمل نفقة تزويج أبنائه ومساعدتهم بعض الشيء، فكيف إذا أصبح الحال إقامة يوم الحناء لبناته بهذه الصورة التي لا تخرج عن ظاهرة مسرفة شوهت إحدى العادات الجميلة التي اعتدناها وأهم فرحة تنتظرها كل فتاة مقبلة على الزواج.