قرارات عاصفة تلك التي أعلنت عنها إدارة الاتحاد في بيان وزعته على وسائل الإعلام بعد الخسارة الكبيرة من الهلال في دوري "زين" إذ حمل البيان الاتحادي إيقافات بالجملة للاعبين كانوا قبل فترة بسيطة يمثلون العمود الفقري للمونديالي، وبالرغم من أن تلك القرارات شأن داخلي يخص الاتحاديين وحدهم إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي وأصبحت حديث الرياضيين عبر وسائل الإعلام والمجالس. اللاعبون الشبان سيرفعون شعار لا للتضحية.. والجماهير انقسمت حول القرارات الاتحاديون انقسموا بين مؤيد ومعارض لما جاء في البيان "المفاجأة" فمنهم من بارك تلك الخطوة ومنهم من استنكرها لكنهم اتفقوا على أن الإدارة الاتحادية برئاسة محمد الفايز اخطأت في إبعاد القائد الذهبي محمد نور وهو القرار الذي كان بمثابة "الصدمة" للاتحاديين خصوصاً وللمهتمين بالكرة السعودية عموماً. الإجازة التي مُنحت للمدافعين حمد المنتشري ورضا تكر ولاعب الوسط محمد نور ليست مبررة إطلاقاً ولم نسمع من قبل أن إدارة نادٍ أقدمت على هكذا خطوة ولا يمكن لإدارة احترافية أن تقوم بها مهما كانت الأسباب، الإدارة الاتحادية تظن بأنه من السهل أن تتذاكى على اللاعبين والاتحاديين بالإشارة إلى أن قرار الإيقاف سببه تقديرها للاعبين واحترامها لتاريخهم فالجميع يدرك تماماً بأن الحقيقة غير ذلك، وليس من المعقول أن يتخلى أي فريق عن ثلاثة لاعبين مخضرمين بهذه السهولة في وقت يحتاج فيه "العميد" لخدماتهم وخبرتهم ولو كان ذلك من مقاعد الاحتياط أو حتى من المدرجات، ولعل السؤال البارز هل جلست إدارة محمد الفايز مع اللاعبين الثلاثة قبل إعلان القرار وتناقشوا حوله؟، وهو ما يدفعنا إلى طرح سؤال ثان مفاده ماذا لو رُفضت الإجازة من قبل نور وتكر والمنتشري كيف ستتعامل الإدارة مع هذا الرفض وهل ستسمح لهم بالدخول في الحصص التدريبية؟، قانونياً هل موقف إدارة الاتحاد سليم بهذا القرار وماذا لو ساءت العلاقة بينها واللاعبين وتقدموا بشكوى للجنة الإحتراف؟، أسئلة كثيرة لا أعلم إن كانت الإدارة الاتحادية قد أخذت في الاعتبار إجاباتها قبل إعلانها للقرار، المدافع رضا تكر ينتهي عقده مع الاتحاد نهاية الموسم الحالي إن كانت الإدارة تعلم بذلك فتلك مصيبة وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم، فأي إجازة تمنح للاعب حتى نهاية عقده!. نور لا يختلف اثنان على أن الاتحاد يحتاج إلى ضخ دماء شابة وإحلال لاعبين صغار في السن عوضاً عن اللاعبين الذين تجاوزا الثلاثين سنة لكن ليس بهذه الطريقة التي تسيء للنادي قبل أن تسيء للمنتشري وتكر ونور خصوصاً وأن الأخير من صانعي المجد الاتحادي إذ قاده للتتويج بالألقاب المحلية والقارية والوصول للعالمية، كما أنه ضحى كثيراً من أجل الكيان الاتحادي وكانت له مواقف سابقة جعلتنا جميعاً نشيد به بالرغم من عدم انتمائنا للاتحاد وكان نور في تلك المواقف مضرباً للمثل في الوفاء والتضحية. أما المدافع حمد المنتشري فعلاوة على ماقدمه للفريق طوال مشواره الرياضي أكرم الإدارة غير مرة بصبره على مستحقاته المالية المتأخرة بالرغم من أنه كان بإمكانه أن يلجأ للجنة الاحتراف ويضع الإدارة الحالية في موقف محرج بيد أن حبه للاتحاد منعه من القيام بذلك إذ ضحى بحقوقه المالية حتى تتجاوز الإدارة أزمتها المالية. أجزم بأن الاتحاديين سيتقبلون قرار إدارة ناديهم بإبعاد الثلاثي محمد نور وحمد المنتشري ورضا تكر لو أن القرار صدر من مدرب الفريق وبصورة واضحة كونهم سيدركون بأنه اتخذ لمصلحة الفريق الفنية، أما أن يتم إبعادهم بطريقة البيان "الغريب" فهي لا تليق إطلاقاً بالاتحاد ولا رجالاته، والاتحاد سيدفع ثمن ذلك مستقبلاً إذ سيؤثر القرار على النادي كون اللاعبين الحاليين سيفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا أي تضحيات أو تنازلات فنهاية من ضحوا ممن سبقوهم لم تكن سعيدة بل أنها كانت مجحفة. فيما يخص إيقاف الحارس مبروك زايد والمدافع راشد الرهيب بقرار داخلي فلا أعلم إن كانت الخطوة قانونية خصوصاً وأن وكيل أعمال الحارس مبروك زايد عصام العبدلي أكد بأن الإدارة الاتحادية لم تخاطبه حول غيابات موكله في وقت سابق وأنه فوجئ بالقرار في وسائل الإعلام، نطالب دائماً بوضع حد لتسيب اللاعبين وعليه نشيد بموقف الإدارة الاتحادية شريطة أن يكون القرار وفقاً للائحة وأنظمة الاحتراف في السعودية وألا يكون اجتهاداً من الإدارة. لعل الحسنة الوحيدة التي حملها البيان للاتحاديين ولا أبالغ إن قلت ولنا كمتابعين لكرة القدم السعودية هو إيقاف المدافع إبراهيم هزازي حتى نهاية الموسم بعد أن عبث كثيراً في ملاعبنا ولم تردعه العقوبات الانضباطية التي صدرت بحقه من أكثر من جهة سواء من اللجان المحلية أو القارية وأكاد أجزم بأن قرار إيقافه حتى نهاية الموسم لن يردعه لأن "أبو طبيع مايجوز عن طبعه".