الموت هو نهاية كل حي.. أمام هذه الحقيقة لا نملك إلا التسليم بمشيئة الله وقدره، عندما يأتي الخبر بفقدان صديق أو قريب فإن أحدنا يحتاج إلى فترة من الزمن لكي يستوعب ذلك الخبر المفاجئ، وقد يبحث عن شخص آخر ليفسر الخبر أو يسهم في استيعابه، كل ذلك هرباً من تلك المشاعر التي تلامس النفس عندما تصطدم بالأخبار الفاجعة وذلك الاحساس الذي يؤكد أن من فقدناه لن نراه إلى الأبد. هذه الخلجات لامست النفس عندما سمعت بخبر وفاة الصديق فهد بن حسين الشاكر المالكي إثر حادث مروري وقع له نهاية الأسبوع المنصرم على طريق الرياضالطائف، حينها بدأ شريط الذكريات يجمع تلك الصور الجميلة وتلك المواقف الأجمل التي جمعتنا به في كثير من الايام. فقد عرفت أبا رياض -رحمه الله- بشوشاً محباً للجميع القريب والبعيد تشعر وأنت معه بالاخ والصديق والوالد فيقدم المشورة باللين والنصح بالرفق دونما تدخل في الشؤون الخاصة لغيره ويقدر الكبير ويحترم الصغير حنوناً متواضعاً في تعامله، صديقاً ومخلصاً وطيباً ذا أخلاق دمثة. من عرف أبا رياض وشاركه قليلاً من الوقت فلن يستطع نسيان تلك الابتسامة الصادقة الدالة على طمأنينة النفس ونشوة الروح وفرحة القلب وصفاء النية وخلو القلب من الشوائب وتلك الشخصية الجميلة والروح المرحة التي تدخل السعادة والتفاؤل في قلوب الآخرين فتجذبهم اليه. لقد ترك أبو رياض -رحمه الله- بصمة خير متمثلة بجهوده في أعمال الخير والتي منها مساهمته ودعمه لتخصيص أرض لمبنى الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في حداد بني مالك يضاف إلى ذلك حضوره ودعمه الدائم والمستمر لأعمال البر والأنشطة الدعوية والخيرية نسأل الله أن تكون في موازين حسناته. لا شك أن الفاجعة أصابتني بألم شديد وحزن عميق لفقدان عزيز على لا أجد أمامه إلا الصبر والإيمان بالقضاء والقدر وتقديم أحر التعازي القلبية وصادق المواساة لأبنائه رياض ورائد وأحمد وفيصل ومحمد وبناته ولأخوان الفقيد وأهله سائلين الباري عز وجل ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومعارفه جميعا الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.