عرفت أخي وصديقي الأستاذ محمد صادق دياب منذ عشرين سنة.. عرفته إنساناً وأديباً وكاتباً وإعلامياً وصحافياً وباحثاً تراثياً واجتماعياً.. عن الحارة الحجازية في رواية أخبارها وتاريخها، بل وعمدة ونقيباً وعريفاً، وسفيراً للحجاز ومصر والشام حتى وهو يعاني على فراش المرض في بلاد الإنجليز. لقد مات في لندن وفقدناه هنا في مكةوجدة والحجاز عامة وفي الشرق الأوسط. وحقاً كان أخاً صادقاً وصديقاً وفياً، كان عالماً نفسياً يقرأ شخصيتك ويطريها بما يبعث فيها الثقة والنشوة، واطراءه لأصدقائه في المجالس هو حديثه وديدنه المتواصل. كان سليم القلب، عفيف اللسان في مقاله، بسام الوجه بشوشاً في لقائه ومقابلاته، ظريفاً وزعيماً خصوصاً في حكاياته الشعبية، ذاكراً ومعترفاً لأهل الفضل الفضل، يدعوك إلى كرمه ليعطيك ويحذيك من شذى أخلاقه الفواحة، كان أنسه فريداً، وكانت فقرات حديثه جذابة ومطربة، وذات شجون لطيفة، كانت ذاكرته موسيقية وكان عازفاً على أوتار النفس كيف لا وهو (أبو غنوة) البحري. كان وفياً لأخيه البعيد قبل القريب، كان مجمعاً لأصدقائه وأحبابه مؤلفاً بينهم وكأنهم اخوته لأم، كان صادقاً مع يرون انه مختلف معهم، كان يدعو إلى انصاف الفقراء بالكرامة والإنسانية، كان ذيباً ليس في جدة فحسب بل هنا في مكة أم القرى التي احتضنته جامعتها بالتدريس وأخرجته إلى علم النفس، وأرجعته إلى جدة إلى شواطئ البحار ليكتب عن تاريخها وحياتها أهلها بنفس ابنها البار، ويمثل حركتها وصخب حياتها الاجتماعية والثقافية والفنية في غضون زمنه المديد. كان وكان.. في القول هنا اعجاز، فالمصاب كبير والمقام حجاز، والمفقود جزء من هذا المقام، رحم الله صديقنا وحبيبنا الحميم محمد صادق ذياب وجعله في مستقر رحمته. وألهم أهله وذويه وأصدقاءه جميل الصبر إنه رحيم ودود.