في مدينة لوتن حيث تتركز جالية مسلمة كبيرة واجتمع منفذو اعتداءات السابع من تموز «يوليو» قبل بث الرعب في قلب لندن، لا احد يوافق على هذه الهجمات لكن الكثير يقولون ان المسلمين اصبحوا مستهدفين في العالم اجمع. ولوتن التي تبعد خمسين كيلومترا شمالي العاصمة ويشكل المسلمون 14,6٪ من سكانها (180 الف نسمة) يطلق عليها قاطنوها اسم المدينة «الاكثر رداءة في بريطانيا». وبالقرب من محطة القطارات، في الحي الذي يسكنه بنغاليون وباكستانيون اغلبهم من السنة، تتداخل العديد من المساجد والمدارس القرآنية في وسط صف من البيوت الانكليزية الانيقة والمحلات الصغيرة. والكل يدين الهجمات الانتحارية في لندن باعتبارها مخالفة لتعاليم الاسلام. ويقول تورون (28 سنة) الذي رفض الكشف عن اسم عائلته ان «ديانتنا تقول ان الانتحار عمل سيء وليس مقبولا». ويضيف هذا البنغالي الموظف في قطاع الاتصالات والذي وصل الى بريطانيا منذ 27 سنة ان «قتل الابرياء عمل قبيح مهما اختلفت الاسباب». لكن السكان يجمعون على القول ان «الابرياء» ليسوا بريطانيين فقط. ويقول عبد محمد (45 عاما) وهو بنغالي سني آخر له متجر ازياء نسائية ورجالية تقليدية ان الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير «لا يكترثان للناس في العراق وللابرياء الذين يقتلون هناك». وعبد محمد المقيم منذ 29 سنة في بريطانيا وهو اب لاربعة اولاد يشعر اليوم بعدم الارتياح. ويقول «منذ عشر سنوات يحاولون السيطرة على كل شيء (...) منذ عشر سنوات وهم يستهدفون الاسلام في كل مكان: في العراق وافغانستان وفلسطين». وعبد مرتاح لوضعه الشخصي، لكن في ظل العولمة اليوم، اصبحت الاحداث في الخارج تؤثر عليه يوميا. ويقول «من هو مسبب الهجمات الانتحارية؟ انه توني بلير واليوم علينا نحن ان ندفع الثمن» معربا عن خوفه من تزايد العداء تجاه المسلمين. وفي الشارع، قرب المركز الاسلامي السني «مسجد الغرباء»، يجري نقاش بين اسماعيل وهو اسود اللون طويل القامة ذو لحية صغيرة وشاب اسمر يلبس زيا تقليديا يرفض الكشف عن اسمه. اعتنق اسماعيل الاسلام منذ سنتين وهو يبلغ من العمر 22 عاما. ويقول صديقه البريطاني مثله (30 سنة) انه اعتنق الاسلام منذ تسع سنين لانه «الحقيقة» الوحيدة. ويشك كلاهما بان يكون منفذو هذه الاعتداءات من المسلمين. ويقول الاكبر سنا «الكثير هنا لا يعتقد ان مسلمين قاموا بهذه الاعمال»، مضيفا ان «الحرب على الارهاب هي حرب على الاسلام». ويقول بغضب ان «السلطات البريطانية تريد ان تتم مراقبة جاليتنا، لكن هل يطلب الامر نفسه من الاميركيين؟». ويعبر باكستاني (28 عاما) وصل الى بريطانيا عام 1999 ويعمل في متجر قماش يدعى «كاشف فابريكس» وقد رفض ايضا الكشف عن اسمه، عن سأمه. ويقول «هنا نعمل وندفع الضرائب ونحترم قوانينهم لكن هم عندما يأتون الى بلادنا يريدون فرض قوانينهم». وبالنسبة لكل من يحمل الجنسية البريطانية وحتى اولئك الذين يشعرون انهم «محترمون» في بريطانيا، الديانة تأتي قبل الجنسية. وتقول نورجهان بيغوم (23 عاما) زوجة تورون ان «بريطانيا هي بلدي لكن طبعا، الديانة اهم من الجنسية. واذا تم التهجم على ديانتي، فانا مستعدة للقتال».