لعل الإعلان مؤخراً عن تحقيق متاجر البرامج (التطبيقات) على الأجهزة الذكية كمتجر جوجل ومتجر أبل مداخيل مالية تتجاوز 8 مليارات دولار يفتح باب التساؤل حول أهمية هذا السوق الواعد وأهمية أن يكون لنا موطئ قدم وبشكل فاعل فيه لخلق فرص عمل للأجيال وللمنافسة الإقليمية على أقل تقدير في الأجل القصير. يبلغ إجمالي عدد البرامج في متجر شركة جوجل عبر الأجهزة الذكية 675 الف برنامج وتم تحميل برامج المتجر المختلفة بمعدل 25 مليار مرة بينما يبلغ عدد برامج متجر شركة أبل مليون برنامج وتم تحميل برامج المتجر بمعدل 35 مليار مرة ويعود السبب إلى أن أسعار البرامج زهيدة جداً وبعضها يمكن تحميله بشكل مجاني، ما يسهل من اقتنائها ويحقق نفعا كبيرا لمشتري هذه التطبيقات الإبداعية متنوعة الاستخدام وهو ما يحتم إعادة قراءة واقع هذا السوق والذي نشأ في غضون 3 سنوات. إن أهمية هذا السوق للأجيال تتمثل في توفر مقومات النجاح في المملكة حيث إجمالي عدد مستخدمي الانترنت في المملكة يعد عاليا إذ يبلغ قرابة 16 مليون مستخدم إضافة إلى أن الهواتف الذكية في المملكة تشكل ما نسبته 65% من إجمالي استخدام الهواتف في المملكة وهو ما يعني أن السوق متوفرة ويتبقى علينا إعداد الآليات الملائمة لانخراط الشباب في مثل هذه الأسواق لتوفير مصادر دخل ملائمة تساهم في كبح طوفان البطالة وفي تنويع قاعدة الإنتاج الوطني والاستفادة من قدرتهم الإبداعية في ريادة الوطن والمنافسة العالمية في الأجل الطويل أسوة بالعديد من الدول المتقدمة. في اليابان تبلغ المداخيل المالية من استخدام برامج شركة جوجل عبر الأجهزة الذكية 23 مليون دولار بينما من متجر شركة أبل تحقق مداخيل مالية مقدارها 48 مليون دولار، وهو ما يوضح أهمية مثل هذا السوق على مستوى العالم وعلى مستوى الدول كذلك. وحتى نتمكن من إحراز تقدم لخلق فرص عمل للأجيال لابد من وضع عدد من الآليات التي تسهل عملهم في ذات المجال لعل أهمها صقل قدراتهم العقلية والإبداعية من خلال تدشين معاهد متخصصة يتم تمويلها من قبل صندوق تنمية الموارد البشرية واستحداث اقسام اكاديمية تساهم في صناعة جيل محترف من معدي مثل هذه التطبيقات كمرحلة أولى ومتخصصين في مختلف مجالات العمل المتوقعة مستقبلاً عبر الإنترنت والإعلام الجديد لاسيما في الإعلان الإلكتروني عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وإنتاج الأفلام القصيرة وغيرها والتي باتت واعدة على مستوى الشرق الأوسط. يتبقى أخيراً الحديث حول أهمية إعداد دراسة جدوى تدشين شركات مساهمة متخصصة في ذات المجال لاسيما بعد إعلان شركة أبل تخصيص 5 مليارات دولار كميزانية للتطوير، إضافة إلى تخصيص برامج لتمويل إبداعات الشباب وضخ سيولة مالية عالية في صناديق تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتمكين الشباب من النجاح وإحراز تقدم في مثل هذه الصناعات التقنية الحديثة التي يمكن أن تخلق فرص عمل واعدة في أوساط الراغبين والراغبات في فرص عمل حر. إن دلائل وقرائن قدرة الشباب السعودي على الإبداع وإحراز تقدم في مختلف المجالات لاسيما في الإعلام الجديد غير قابلة للبس.. فجولة واحدة في أفلام اليوتيوب التي أنتجها وطورها المبدعون الشباب بتمويل محدود وذاتي تفتح أفقا جديدا حول ما يمكن أن يقدموه متى توفر لهم الدعم المالي والمعنوي.