تزداد ولله الحمد همة شباب الوطن وتزداد معها الانجازات العلمية والابتكارات التقنية في مجالات عدة ومختلفة على مستوى العالم. والطلبة المبتعثون هم أحد المرتكزات والمنطلقات الأساسية للكفاءات البشرية الوطنية التي تعمل الدولة على استثمارهم الاستثمار الأمثل لخدمة دينهم ووطنهم. وتعمل الجهات المسؤولة في وزارة التعليم العالي على تسهيل الفرص والامكانات للطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم خارج المملكة ضمن أهداف وضوابط معينة٬ ولكن يبقى السؤال ماذا بعد تحقيق الانجازات العلمية؟ وما هي المجالات لتفعيل الاستفادة القصوى من المشاريع. (الرياض) التقت بالطالب حسن محسن خرمي المبتعث لدراسة مرحلة الدكتوراه في جامعة (نيوإنجلند) والذي تمكن من نشر 12 بحثاً علمياً في مجلات علمية دولية، منها 10 أبحاث علمية عن نمذجة مخاطر حمى الضنك وناقلة بالاعتماد على العوامل البيئية، الاقتصادية-الاجتماعية والمناخية في بيئة نظم المعلومات الجغرافية٬ وقد تم إضافة 4 منها في قواعد البيانات التابعة ل (NCBI) العالمية. وقال الطالب حسن إن هذه الأبحاث العلمية تقدم حلولا وطرق وأساليب جديده لمساعدة صانعي القرار في التخطيط لمكافحة مرض حمى الضنك وإدارته بأساليب علمية وتقنية متطورة٬ إضافة إلى بحوث علمية أخرى عن المواقع الاكثر إنتاجا للبحث العلمي في استراليا٬ وعن التعاون البحثي ما بين الجامعات والمعاهد الأسترالية في تخصصي نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد٬ وبحث آخر يهدف إلى إبراز أكثر الجامعات الأسترالية إنتاجا للبحوث البيئية. وأضاف أن أهمية هذه البحوث تكمن في معرفة التوزيع المكاني ومواقع تركز الجهات المنتجه للبحث العلمي في أي تخصص٬ ومن ثم يمكن استخدامها واستهدافها من قبل طلاب الدراسات العليا والباحثين وكذلك صانعي القرار في الجامعات والمراكز الثقافية لوجود إمكانية كبيرة لتطوير قدراتهم المهنية٬ فضلا عن تشجيع إقامة شراكات بحثية استراتيجية وتقاسم للمعرفة. وحول أبرز الجهات الحكومية التي تفاعلت مع هذا الإنجاز العلمي وخصوصا المتعلقة بحمى الضنك قال: من أبرزها هي أمانة جدة. وذلك من خلال إقامة يوم علمي بحضور بعض من منسوبي الشؤون الصحية بجده وفرع وزراة الزراعة. وتمكنت من عرض نتائج الأبحاث المنشورة للمشاركة في تطوير نظام مراقبة ومكافحة حمى الضنك والبعوض الناقل للمرض. وفي سؤال عن طرق ومجالات الاستفادة القصوى من إنجازات الطلبة المبتعثين أشار الطالب حسن في حديثه ل (الرياض): أتوقع أن هناك حاجة ملحة لإنشاء وحدة أو قسم يتبع لوكالة البعثات في وزارة التعليم العالي يهتم بإبراز إنجازات المبتعثين والمبتعثات وعرضها على الجهات الحكومية والأهلية داخل الوطن المملكة العربية السعودية. ودعوة هذه الجهات لحضور ندوات علمية تدار من أصحاب هذه الإنجازات من أجل إبراز هذه الإنجازات وتقديمها لبيئة العمل وتبيان أهميتها. وكذلك تبنيها وتطويرها للاستفادة منها بشكل أمثل. كما يعتبر مشروع (الصحة الذكية) من أبرز الإنجازات التي حققها الطلبة المبتعثون في أستراليا والذي حصل على أفضل تطبيق صحي من الجمعية الأسترالية للمعلومات الصحية. ويقول صاحب المشروع ومؤسس موسوعة الأدوية السعودية (الأولى من نوعها في العالم العربي) الطالب ناصر بن دهيم والمبتعث لدراسة الصحة العامة في جامعة سيدني إن هذا المشروع يهدف إلى تسهيل وصول البراهين العلمية الصحية لتطبيق الهواتف الذكية٬ ومساعدة الباحثين المهتمين في مجال عمل التطبيقات البحثية الصحية وبتكاليف أقل٬ ويساعد الباحثين على تسهيل وصول المعلومة الصحية٬ والاختبارات البحثية لمتاجر تطبيقات الجوال. وأضاف أن هذا المشروع يعتبر غير ربحي يهدف إلى نشر المعرفة والتطبيقات الصحية التي تساعد المستهلكين في التحكم في العديد من المشكلات الصحية عن طريق تطبيق الهواتف الذكية التي تقارن كفاءتها بتطبيقات الأجهزة الحاسوبية المحمولة أو المكتبية٬ حيث استفاد منه أكثر من 5000 مستخدم قاموا بتحميل التطبيق خلال ستة أشهر فقط. ويقول الطالب ناصر في حديثه ل (الرياض): قبل عامين تخرجت من كلية المعلوماتية الصحية بجامعة سيدني الأسترالية والمصنفة ضمن أفضل 50 جامعة في العالم بتقدير ممتاز٬ وخلال ما يقارب الأربعة أشهر حاولت بكل ما أستطيع أن أجد وظيفة في إحدى الجامعات السعودية، حيث قمت بالتقديم على جميع برامج التوظيف والاستقطاب، وأيضا قابلت بعض المسؤولين في الجامعات وبعض عمداء الكليات، والغريب في الأمر أن كل من قابلتهم من المسؤولين رحبوا بي ووعدوني خيرا٬ وأضاف: في برنامج الاستقطاب في جامعة الملك سعود وبعد مرور سنة على تقديم معاملتي بتاريخ 1/1/2012 قمت بالاتصال بقسم الاستقطاب هاتفيا وتم الرد علي من موظف أجنبي وأخبرني أن النظام الإلكتروني لا يمكن الدخول عليه الا عن طريق مدير البرنامج وأنه في إجازة، وبعد أسابيع عاودت الاتصال ووعدني نفس الموظف بالرد بعد أسبوع. وبعد أسبوع اتصل بي الموظف وأخبرني أن مدير البرنامج رفض معاملتي بسبب أن معدلي في مرحلة البكالوريوس جيد٬ وناشد الطالب ناصر بأن يحصل كغيره من الباحثين عن حقوقهم في الحصول على وظائف تناسب مؤهلاتهم. وأشار الطالب ناصر أنه تقدم قبل 7 أشهر بعمل تعاون بحثي (لا وظيفي) لجامعتي الملك سعود والطائف لترجمة تطبيقات مشروع الصحة الذكية للغة العربية بهدف رفع نسبة الوعي وجمع بيانات بحثية، ولكن لم يجد ذلك تفاعل الجهات. من جهته التقت (الرياض) بالملحق الثقافي في أستراليا الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن طالب والذي أبدى سروره بالإنجازات المتتالية والتي يحققها الطلبة المبتعثون في أستراليا، وقال إني أهدي هذه الإنجازات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- والذي يقف خلف هذا المشروع الوطني الرائد برنامج الابتعاث، والذي بدأنا نرى ثمراته والتي منها هذه الإنجازات التي نفخر بها جميعاً في المحافل الدولية وتعكس قدرة الطلاب السعوديين على التفوق والإبداع. ووجه الدكتور ابن طالب شكره وتقديره لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري لدعمه الدائم واهتمامه وحرصه وسؤاله المستمرعن الطلاب ومتابعته لإنجازاتهم. الجدير بالذكر أنه يدرس في أستراليا حوالي عشرة آلاف طالب معظمهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وذلك في بعض التخصصات المهمة والتي يحتاجها سوق العمل السعودي، حيث تتميز الجامعات الأسترالية بجودة ومخرجات التعليم.