تتنافس 50 مؤسسة علمية من كبرى الجامعات والكليات والمعاهد العالمية لعقد شراكات مهنية وتدريبية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، تكفل لها العمل في تقديم برامج التدريب وتطوير الذات في مختلف مناطق المملكة، بعد إعلان المؤسسة رغبتها في عقد شراكات مع الجامعات والمعاهد العالمية لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية والباحثين عن فرص وظيفية تستهدف تدريب وتأهيل 250 ألف شاب خلال السنوات المقبلة.. وهذه خطوة كان يجب الإقدام عليها منذ سنوات طويلة، ولو حدث ذلك لما جوبهنا الآن بجيش من العاطلين الذين لا يجدون من يوظفهم لافتقارهم إلى التدريب والتأهيل، الأمر الذي كان محل انتقاد العديد من الخبراء للمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، على أنه يفهم من الخبر أن التدريب والتأهيل موجه نحو الباحثين عن عمل أي الخريجين من معاهد وكليات المؤسسة، وهذا مطلوب بالطبع، ولكن المفروض والمنطقي أن يكون التدريب والتأهيل جزءاً من مناهج الدراسة في المعاهد والكليات بحيث يمثلان 60٪ على الأقل من هذه المناهج، ولا يكفي هنا أن نتعاقد مع جامعات وكليات عالمية، بل يجب أن تتعاقد المؤسسة وتكوّن شراكة مع شركات ومصانع محلية كبرى كأرامكو وسابك وشركة ابن لادن وأوجيه، بحيث يقضي كل طالب أثناء الدراسة فترة في العمل فيها، وهذا ما يحدث في جامعات الدول المتقدمة، وعلى سبيل المثال فإنّ حفيدي الذي يدرس الفندقة في أحد المعاهد في فرنسا يقضي الآن قبل التخرج فترة عمل في فندق الفورسيزون في القاهرة، وهذا جزء من منهج الدراسة، ولا يتخرج إلا إذا قضى هذه الفترة، وهذا ما يجب أن تفعله معاهد وكليات المؤسسة.. وفي الحقيقة هذا ما كان يجب أن تفعله منذ أن تأسست، ولهذا نحن نحملها جزءاً من المسؤولية عن جيش العاطلين في البلد..