افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ صباح أمس المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحت عنوان "نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي" وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بالمدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م. العقلا: بحوث المؤتمر محكّمة ومختارة من بين أكثر من 400 بحث تلقتها اللجنة وفي كلمته في افتتاح المؤتمر الذي يحضره مشاركون وضيوف ومهتمّون من أكثر من 35 دولة حول العالم ويستمر ليومين، قال آل الشيخ، إن المؤتمر سبقته مؤتمرات دولية عدة تنقلت بين جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية شاكراً الجامعة الإسلامية على الاهتمام بهذه السنة المحمدية الإسلامية العظيمة وعقد هذه المؤتمرات الدولية لها للنهوض بشريعة الوقف في بلدان العالم الإسلامي بل في دول العالم أجمع. وقال إن الناس في زمن القرون المفضلة لم يكونوا ينتظرون العمل من بيت المال، فبيت المال يقوم بواجبه، ولكن هناك أشياء كثيرة يقوم بها الناس مما في مصالحهم من بناء المساجد والمدارس ووقف المستشفيات ووضع الأوقاف عليها وإنشاء المكتبات الوقفية ودور العلم، وحتى أن القارئ في التاريخ الفقهي للوقف يجد أنّ الوقف شمل جميع المجالات سواء كانت من واجب الدولة أن تقوم به أم لا. ثم جاء زمن الضعف الإسلامي العام فبدأت الأوقاف يعتريها ما اعترى غيرها من النقص ومن التحوير عن شروط الواقفين ومن السرقة أحياناً، وأدى ذلك إلى قلة الأوقاف وضعف تأثيرها في الأمة الإسلامية بل أصبحت محل ندرة في إهمالها وسهولة الاعتداء عليها والتحايل للوصول إلى غلاتها وأصبح ما شرطت له من الوقوف أقل انتفاعاً لعدم وجود التنظيمات الكافية التي تحفظ لهم حقهم. وحول حال الوقف في العصر الحاضر، قال معاليه، إن دولاً كثيرة في العالم الإسلامي أساءت للوقف والأوقاف القديمة فمنهم من ألغى الوقف كليًّا ومنهم من صرفه في غير شرط الواقف، ومنهم من أبقاها على استحياء، كما وجدنا أن الأوقاف حافظت على هوية المسلمين وأثبتت وجودهم في الدول غير الإسلامية والبلدان التي وصلوا إليها، فزمننا الحاضر يشكو كثيراً من ضعف الاهتمام بالأوقاف سواء من جهة ضعف الأداء الحكومي والأداء الأهلي، فالعاملون في وزارات الأوقاف يشكون من ضعف أداء الوقف وأنه لا يوافق الطموحات التي يريدها أهل الغيرة على شريعة الإسلام في الاهتمام بهذه السنة المحمدية. وأشار إلى تخوف رجال الأعمال والأغنياء من الوقف لأنهم لا يجدون من التقنين والأنظمة في بلادنا الإسلامية ما يحفظ لهم حقوقهم ويخشون ضياع ثرواتهم، فكان لزاماً على المخلصين أن ينهضوا لفهم الوقف أولاً، ثم وضع الأنظمة والقوانين التي تحفظ للوقف شريعته وهيئته وهيبته، وتشجع الناس من ذوي القدرة على تقديم الأوقاف، مؤكداً أن مفترق الطريق يكمن في عدم وجود التنظيمات الكافية حكومية كانت أو أهلية للنهوض بالوقف الإسلامي، فلا بد من النهوض بالوقف في الجهاز الحكومي وأداء الدول، وكذلك في الأداء الأهلي في إيجاد صيغ ونماذج وقفية جاهزة يقرّ عليها القضاء ليضمن أهل الأوقاف الحفاظ على أموالهم. من جهته، قال معالي مدير الجامعة الإسلامية ورئيس اللجنتين العلمية والاستشارية العليا للمؤتمر الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا، إن سنّة الوقف صرح عظيم من صروح التكافل الاجتماعي الهادف إلى تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي، وقد أجمع أهل العلم على أن تشريع الوقف مبنيٌّ على مراعاة المصالح التي جاءت الشريعة الإسلامية لإقامتها، ومن هنا حرصت الجامعة على تنظيم المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف خلال الفترة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعد صدور الموافقة السامية الكريمة على عقده. وأضاف أن الجامعة تلقت أكثر من 400 ملخص بحث، فُحصت بدقة وتم اختيار الأنسب منها، وقد وصل بالفعل إلى اللجنة العلمية ما يزيد على المائة والعشرين بحثاً، أُخضعت جميعها للتحكيم العلمي الدقيق، واجتاز التحكيم منها خمسة وأربعون بحثاً سوف يتم عرضها ومناقشتها في المؤتمر. إلى ذلك، أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية بجمهورية المالديف وخريج الجامعة الإسلامية الشيخ محمد شهيم علي سعيد في كلمة الضيوف المشاركين، أن ما تحمله المملكة العربية السعودية على عاتقها تجاه العالم الإسلامي بصفة خاصة ومشاركتها الفعالة والدور الريادي الواضح لمساعداتها المتواصلة للمجالات الخيرية المختلفة لجميع الدول وفي جميع المجالات، مشيراً إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تألو جهداً في مساعدة العالم بأسره والعناية بالوقف الإسلامي خاصة، مستشهداً بما سماه الوقف الإسلامي الكبير "وقف الحرمين الشريفين" و"وقف الملك عبدالعزيز" إذ هما خير مثال للأعمال الخيرية الوقفية الإسلامية في العصر الحاضر. ويبحث المؤتمر أربعة محاور رئيسة تهدف إلى إعداد إستراتيجية للنهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً وإدارةً واستثماراً، كما تسعى إلى مناقشة استراتيجية للتوعية بالأوقاف وإشاعة ثقافتها في المجتمع. ويشارك في المؤتمر ويحضره باحثون ومهتمّون بالأوقاف يمثلون أكثر من35 دولة، حيث دُعي إليه جمعٌ من العلماء والمفكرين والسفراء ومسئولي الشؤون الدينية والأوقاف في عدد من البلدان الإسلامية، والمعنيين بموضوع المؤتمر من الجنسين. جانب من الحضور