افتتح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة اليوم أعمال المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف بحضور أمين دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري ووزير الشؤون الإسلامية في جمهورية المالديف محمد شهيم علي سعيد وحشد من المشاركين من داخل المملكة وخارجها. وأوضح مدير الجامعة الإسلامية رئيس اللجنتين العلمية والاستشارية العليا للمؤتمر الدكتور محمد بن علي العقلا أن المؤتمر الذي ينتظم تحت عنوان "نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي" وبمشاركة أكثر من 35 دولة حول العالم ويستمر ليومين، يهدف إلى بلورة مجموعة من الخطط العلمية والعملية لتحقيق أهداف بعيدة المدى للمؤسسة الوقفية اعتماداً على الآليات والإمكانات المتاحة. وأبان العقلا أن أهداف المؤتمر تتمثل في تطوير منظومة تشغيل الأوقاف وإدارتها وإعادة هيكلتها، وتحديد الخطوات التنفيذية والآليات الواضحة لتوجيه مؤسسة الأوقاف نحو المستوى المرغوب فيه، ومعالجة الثغرات في الأداء الحالي لمؤسسات الأوقاف والوصول إلى الأداء الأمثل لها، إضافة إلى تنظيم جهود مؤسسات الأوقاف وتوزيع جهوها ومسؤوليات تنفيذها، وتطوير طرق استثمار الموارد الوقفية لتحقيق أفضل النتائج المستهدفة، مع الارتقاء بمستوى الأداء في المؤسسة الوقفية. وقال الدكتور العقلا إن الجامعة تلقت أكثر من 400 ملخص بحث، فُحصت بدقة وتم اختيار الأنسب منها، وقد وصل بالفعل إلى اللجنة العلمية ما يزيد على 120 بحثاً، أُخضعت جميعها للتحكيم العلمي الدقيق، واجتاز التحكيم منها 45 بحثاً سوف يتم عرضها ومناقشتها في المؤتمر الذي يأتي في إطار مشاركة الجامعة في فعاليات المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية. بدوره أوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في كلمة له أن النهوض بالوقف هو شعار المؤتمر إذ يسعى المشاركون لوضع استراتيجية لها أهداف بعيدة للوقف الإسلامي، باعتبار الوقف في الشريعة الإسلامية ركنا ركينا في أساسها الفقهي والعملي، وهو سنة إسلامية لم يسبق أمة الإسلام إليها أمة من الأمم بل جاءت بالوحي الشريف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لافتا النظر إلى أن الوقف هو أعظم صور الصدقة الجارية . وأكد آل الشيخ أننا نسعى في هذا المؤتمر إلى الخروج بتصور لأنظمة كافية تضمن حماية الوقف من الاعتداء وتجعل الوقف خادماً للإنسان المسلم، فالعلماء أجازوا الوقف على كل ما ينفع الإنسان حتى غير المسلم وحتى الحيوان, مقترحا أن يعقب المؤتمر ورشة عمل تخصص لموضوع واحد وهو إيجاد بنك إسلامي وقفي للمسلمين تصب أرباحه في خدمة إدارة الأوقاف والنهوض بها. من جهته أشار وزير الشؤون الإسلامية بجمهورية المالديف إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تألوا جهداً في مساعدة العالم بأسره والعناية بالوقف الإسلامي خاصة، مستشهداً بما سماه الوقف الإسلامي الكبير "وقف الحرمين الشريفين" و"وقف الملك عبدالعزيز" إذ هما خير مثال للأعمال الخيرية الوقفية الإسلامية في العصر الحاضر. بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر التي تناولت محور "استراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً" وتضمنت بحوثا حول أثر الأنظمة القانونية الحديثة على الأوقاف الإسلامية وإخراجها من مسارها الشرعي و"الوقف المائي في الإسلام دراسة تاريخية للوقف المائي بالمملكة العربية السعودية بين ماضيه وحاضره (العين العزيزية بجدة أنموذجاً)"، وآخر حول "مرئيات الفقهاء بشأن الضوابط التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف"، إضافة إلى بحث عن "آليات الحماية القانونية لنظام الوقف بالمغرب وتحقيقها لمقاصد الشريعة دراسة مقاصدية لنظام الوقف من خلال التقنين المغربي الجديد، وبحث يناقش "الوقف الإسلامي المائي ودوره في حل أزمة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي" . كما تستعرض الجلسة الثانية أبحاث في المحور ذاته منها بحث عن "اضوابط استثمار الوقف في الفقه ألإسلامي" و"مرئيات الفقهاء بشأن المبادئ التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف"، و"معوقات النهوض بالوقف في ظل أنظمة الوقف النافذة في الأقطار الإسلامية"، وحول "إدارة المخاطر لاستثمار وتنمية الممتلكات والأصول والصناديق الوقفية" قراءة لمعايير الكشف عن المخاطر ومواجهتها والحد من آثارها،و "سقيا ضيوف المسجد الحرام والمسجد النبوي بين عين زبيدة والعين العزيزية والعين الزرقاء"، إلى جانب عن "أثر التقنين الحديث للوقف على إخراجه عن مساره الشرعي" و "استثمار الوقف عن طريق عقد الاستصناع المصرفي ودوره في تمويل المشروعات الحرفية الصغيرة والمتوسطة"، وتختتم الجلسة ببحث حول "الأداء الإداري الحكومي للوقف الإشكاليات والحلول". كما ستناقش في الجلسات الأخرى تفاصيل المحور الثاني للمؤتمر الذي يركز على "استراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي إدارياً"، في حين تختتم جلسات اليوم الأول بجلسة تستعرض أربعة أبحاث، حول "أهمية تطبيق عقود البناء والتشغيل والإعادة "B.O.T" في تعمير الأوقاف"، و"استثمار الوقف بين توظيف الأموال والاستثمار الحقيقي" فضلا عن استعراض تجربة وحدة الإنتاج والتسويق بمركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة" .