أشاد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بعناية المملكة بالأوقاف منذ عهد المؤسس – رحمه الله – حيث اهتمّت بأمورها ورعت شؤونها وهيأت لها من الوسائل والأسباب المادية والمعنوية ما يكفل نجاحها وإشاعتها بين الناس والمحافظة على أصولها واستثمار أعيانها وصرف غلاتها في مصارفها الشرعية. وقال معاليه : الوقف يُعدّ من آكد سنن الإنفاق في سبيل الله وأدومها نفعاً وأبقاها أثراً وأعظمها أجراً وأعمها فائدة، والذي سارع المسلمون منذ عهد النبوة المباركة وما تلاه من القرون الأولى الفاضلة إلى تطبيقه وإشاعته بينهم حتى أصبح سمة جلية من سمات الدولة الإسلامية عبر تلك القرون، ودعامة رئيسية من دعائم بنيانهم وقيام نهضتها وتماسك أركانها وتكافل أبنائها، وصورة عظيمة من أعظم صور التراحم والتلاحم بين بني البشر، ولاغرو في ذلك فهو تشريع رباني عظيم من لدن حكيم خبير، عضده تطبيق عمليّ جليل ممن أرسله الله رحمة للعالمين ومن صحابته الأكرمين. وأضاف : المملكة باعتبارها مهبط الوحي وقبلة المسلمين في كل مكان وموئل الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة الخاتمة وقدوة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عنيت بالأوقاف وشؤونها أيما عناية منذ توحيدها وتأسيسها على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، فأولتها جل عنايتها وكريم رعايتها فاهتمّت بأمورها ورعت شؤونها وهيأت لها من الوسائل والأسباب المادية والمعنوية ما يكفل نجاحها وإشاعتها بين الناس والمحافظة على أصولها واستثمار أعيانها وصرف غلاتها في مصارفها الشرعية وفقاً لشروط الواقفين، واستمرّ هذا النهج القويم من الرعاية والعناية منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا فلم تدّخر وسعاً أو جهداً أو مالاً في سبيل تحقيق ذلك، وسَعت باتخاذ كل ما من شأنه تطوير الأوقاف والارتقاء بشؤونها وأمورها في جميع جوانبها الإدارية والعلمية والعملية. وقال معاليه : يأتي في سياق تلك العناية والرعاية والاهتمام ما نحن بصدده الآن من انعقاد المؤتمر الرابع للأوقاف الذي يُعقد في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بالتنسيق مع هذه الوزارة، لدعم وترسيخ تلك الرعاية والعناية عمليًّا وبخاصة في الجوانب العلمية المتعلقة بالأوقاف والتي حرصت هذه الوزارة بالتنسيق مع الجامعة الإسلامية وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يحفظه الله على تنفيذها في إطار منظومة علمية مُمنهجة ودقيقة لعقد مجموعة من الندوات والمؤتمرات التي تعني بشؤون الأوقاف، انتظم في عقدها كل من المؤتمر الأولى والثاني والثالث للأوقاف، وسبقها وواكبها مجموعة من الندوات الوقفية المتميزة والتي حرص المنظمون لها على أن تعالج كل ندوة من تلك الندوات جانباً مهماً ورئيساً من جوانب الأوقاف، ومن تلك الندوات : ندوة المكتبات الوقفية، وندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية، وندوة الوقف في الشريعة الإسلامية ومجالاته، وندوة الوقف والقضاء، والتي أسهمت كلها في إثراء الحركة العلمية في المملكة وفي العالم الإسلامي بالبحوث العلمية المحكمة المتميزة عن الوقف ومعالجة مشكلاته وقضاياه المعاصرة ووضع الحلول العملية والعلمية والشرعية لها ولا أدل على ذلك من معالجة هذا المؤتمر الرابع للأوقاف الذي دُعي إليه نخبة من العلماء والباحثين والمهتمين بشؤون الأوقاف في العالم الإسلامي لحضور فعالياته في رحاب المدينةالمنورة منطلق الدعوة الإسلامية إلى جميع أنحاء العالم لقضايا الأوقاف ودراسة مشكلاته المعاصرة من خلال محاوره وموضوعاته التي وضعت بدقة شديدة وعناية كبيرة لتلامس الواقع العملي المعاصر لشؤون الأوقاف ومعالجة قضاياه معالجة علمية دقيقة ووضع حلول عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، حيث انتظم في إطار فعاليات هذا المؤتمر وجلساته العلمية أربعة محاور رئيسة خصص المحور الأول منها لبحث (إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً) ويدور المحور الثاني حول (إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي إداريًّا) ويبحث المحور الثاني (إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي استثماريًّا) أما المحور الرابع والأخير فقد خصص لمعالجة جوانب (التوعوية بالأوقاف وإشاعة ثقافتها في المجتمع)، وينتظم تحت كل محور من تلك المحاور عدة موضوعات متميزة سوف تسهم بإذن الله في نهوض المؤسسات الاجتماعية بأعمالها وتحقيق نهضة الأمة وقيام حضارتها الإسلامية على أسس قوية ذات مصادر تمويلية مستدامة. ورفع آل الشيخ أسمى آيات الشكر والعرفان والاعتزاز والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله وإلى وليّ العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله وإلى جميع القائمين على هذه الدولة الجليلة على كريم عنايتهم وعظيم رعايتهم وجهودهم الجليلة التي يولونها للشأن الإسلاميّ بصفة عامة وإلى شؤون الأوقاف بصفة خاصة من عناية مادية كبيرة ورعاية معنوية لا تنقطع داعياً المولى جل شأنه أن يجعل تلك الأعمال في موازين حسناتهم وأن يجزيهم عنها خير الجزاء.