تشهد المكاتب المتخصصة في تنسيق شعراء المحاورة هذه الأيام حركة اقتصادية نشطة في كافة مناطق المملكة بسبب الإقبال الكبير على المناسبات خلال إجازة منتصف العام الدراسي حيث تعتبر المحاورة "القلطة" فاكهة المناسبات والاحتفالات في هذا العصر ولا تكاد تخلو أي مناسبة منها. وتجد المكاتب التي تعنى بالتنسيق مع الشعراء وأصحاب الاحتفالات في عطلة نهاية الأسبوع حركة اقتصادية رائدة بينما تزدهر في أوقات الإجازات الرسمية كإجازة العيدين وإجازة منتصف العام الدراسي والإجازة الصيفية التي تكثر فيها حفلات الزفاف حيث يتزايد الإقبال من أجل الظفر بالشعراء الذين سيقومون بإحياء هذه المناسبات مقابل مبلغ من المال وتقوم هذه المكاتب بدورها بالتنسيق مع شعراء المحاورة من داخل المملكة ومن خارجها قبل المناسبة بأسبوع أو أسبوعين حتى لا تكون هناك ازدواجية في المواعيد وتختلف أجور الشعراء من شاعر لآخر بحسب مستوياتهم وشعبيتهم، فهناك شعراء محليون معروفون على مستوى الخليج يتجاوز ما يتقاضاه أحدهم في الليلة الواحدة 20 ألف ريال وهناك شعراء أقل مستوى، متوسط ما يتقاضاه الشاعر منهم في الليلة الواحدة 5 آلاف ريال. وحظيت "المحاورة" في منطقة الخليج العربي بقاعدة جماهيرية كبيرة تفوق جماهير كرة القدم خصوصاً في السعودية التي تزخر بشعراء بارزين استطاعوا أن يحشدوا إليهم الجماهير من الذين يبحثون عن التسلية من خلال الأبيات الفكاهية والمواويل أو الأبيات الحماسية، كما أن بعض أصحاب الحفلات يلجأ إلى شعراء المحاورة من أجل كسب عدد كبير من الحضور الذي يطمح إليه لأن عشاق هذا الفن لا يحتاجون إلى دعوة، فبمجرد سماعهم عن الاحتفال يتجهون إليه تلقائياً. وكانت المحاورة قبل نحو 3 عقود من الزمن تمنع إقامتها في قصور الأفراح في بعض المناطق خصوصاً المنطقة الوسطى، لكن مع مرور الوقت بدأت في التوسع والانتشار في القرى والمحافظات القريبة من المدن حتى نالت نصيبها من الإعجاب وتغير الحال من المعارضين لها إلى مؤيدين وأصبحوا من الداعمين لها مادياً ومعنوياً.