قال تقرير اقتصادي متخصص إن المؤشرات الاقتصادية الحقيقية في المملكة لا تزال قوية إذ ارتفعت مستويات إنتاج النفط الخام في المملكة كما كانت مؤشرات التجارة غير النفطية ايجابية. ووفقا لتقديرات منظمة الأوبك، فقد ارتفع إنتاج النفط الخام في المملكة ليصل الى 9.1 ملايين برميل في اليوم في فبراير، مقارنة بإنتاج بلغ 9.05 ملايين برميل في اليوم في يناير. وأضافت ان سعر خام برنت سجل انخفاضا في مارس الى متوسط بلغ 110.4 دولارات للبرميل مقارنة بسعر متوسط بلغ 116.3 دولارا للبرميل في فبراير. ويبدو أن العوامل المحركة للطلب والعرض العالمي على النفط مستقرة بشكل متسق إذ ظلت الأسعار تتحرك في نطاق ضيق الى حد كبير. وقد انخفض نمو الصادرات غير النفطية في شهر يناير بعد ارتفاعه في ديسمبر. أما على أساس سنوي، فقد نمت بنسبة 2.9% لتصل الى 15.1 مليار ريال . كذلك فقد نمت الواردات الاجمالية بنسبة 10.2 على اساس سنوي، وهو معدل نمو منخفض في يناير مقارنة بمعدل النمو الذي بلغ 23.1% على أساس سنوي في ديسمبر. أما التضخم، فقد ظل بدون تغيير عند نسبة 3.9% في فبراير إذ تم التعويض عن الارتفاع في تضخم مكون المواد الغذائية بالانخفاض في تضخم مكون الايجارات. وبحسب الراجحي المالية فإن إنتاج النفط الخام السعودي سجل ارتفاعا طفيفا ليصل الى 9.1 ملايين برميل في اليوم في شهر فبراير حسب تقديرات منظمة الأوبك. وقد انخفض سعر خام برنت الى نطاق تراوح بين 108-112 دولارا للبرميل في شهر مارس، بعد أن بلغ ذروته وتخطى حاجز 120 دولارا للبرميل في فبراير. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو المعروض النفطي من خارج أوبك بمقدار 1.1 مليون برميل في اليوم في 2013 نتيجة لتوقعات بارتفاع الطلب بمقدار 820 ألف برميل في اليوم . ويبدو أن العرض من خام النفط العالمي قد تأثر بالنمو الاقتصادي العالمي. بيد أن إنتاج النفط الخام المحلي في المملكة يبدو أنه أقل تزامنا مع النمو الاقتصادي العالمي. وفي سياق ذي صلة، فقد تحولت وجهات تصدير خام النفط السعودي الرئيسية أيضا من الغرب الى الشرق. ففي الوقت الراهن يذهب ثلثا صادرات الخام السعودي الى الدول الآسيوية ودول الشرق الأقصى. وبلغ متوسط إنتاج النفط الخام في المملكة 9.7 ملايين برميل في اليوم في عام 2012، وهو أعلى مستوى منذ عام 1981. ويعتبر هذا مغايرا للتوقعات، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن النمو العالمي قد تباطأ في العام الماضي. علاوة على ذلك، فإن التغير في حجم إنتاج النفط العالمي يظهر علاقة وثيقة بالنمو الاقتصادي العالمي. ويعكس الشكل المجاور أن العرض العالمي من النفط الخام يستجيب لضعف النمو العالمي. ففي معظم السنوات، كان انخفاض النمو الاقتصادي العالمي بأقل من 3%، يقابله أيضا انخفاض في إنتاج النفط الخام، اما في نفس العام أو في السنة التالية. وحتى في الفترة 1991- 93 ، عندما كان النمو الاقتصادي العالمي (الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي) أقل من 3%، فقد انخفض إنتاج النفط الخام العالمي في عام 1991 وظل بدون تغيير بدرجة كبيرة على مدى السنتين التاليتين. وقد ارتفع الإنتاج فقط في عام 1994 عندما ارتفع معدل النمو الاقتصادي العالمي أيضا. ومنذ عام 1984 حتى تاريخه، سجل النمو الاقتصادي العالمي انخفاضا دون مستوى 3% في 9 سنوات، كما انخفض إنتاج النفط الخام العالمي أيضا في ست سنوات. ويمكن تأكيد هذه العلاقة القوية أيضا من خلال التحليل الاحصائي. هذا، وقد بلغ معامل الارتباط بين انحراف النمو العالمي (النمو الفعلي ناقصا 3%) والتغير في حجم إنتاج النفط الخام العالمي 49% خلال الفترة 1984- 2012 . ومع ذلك، فإن العلاقة بين إنتاج النفط الخام في المملكة والنمو الاقتصادي العالمي ليست بالقوة التي أوردناها في الحالة السابقة فمعامل الارتباط بين الاثنين بلغ 3% فقط خلال الفترة 1984-2012. كذلك فقد انخفض أيضا إنتاج النفط الخام المحلي خلال خمس سنوات شهدت انخفاض معدل النمو الاقتصادي العالمي بنسبة دون 3%، غير أن التغير في الإنتاج المحلي لم يكن متزامناً كما هي الحال بالنسبة للإنتاج العالمي. وقد تحولت وجهات صادرات النفط الخام من المملكة أيضا من الغرب الى الشرق. فقد ظلت نسبة صادرات النفط الخام المتجهة الى الولاياتالمتحدةالأمريكية وغرب أوروبا تشهد انخفاضا مستمرا خلال العقدين الأخيرين. من جانب آخر، فقد ارتفعت نسبة صادرات النفط الخام السعودية المتجهة الى الدول الآسيوية بدرجة كبيرة خلال نفس الفترة. وقد ارتفعت نسبة الصادرات المتجهة الى الدول الاآسيوية ودول الشرق الأقصى من 36% في 1990 الى 64% في 2010.