العنوان أعلاه ليس حالات تُعد على الأصابع، أو سلوكاً يتدارى، وإنما هو توثيق لمشهد يتكرر، ويستفز، ويحبط من يحضر إلى أرض مهرجان الجنادرية كل عام، حيث تجد من تخلى عن «الذوق العام» وأصرّ أن يكون حاضراً بقميصه «أبو نص كم» بين العوائل، متجولاً بين الأجنحة، والأسواق، والفعاليات الأخرى وكأن غيره لا يعنيه؛ حتى وإن تهامسوا، أو تكاشفوا أمامه.. وعلى النقيض تجد من يحضر ب»موضة شوفوني»، وتحديداً «شورت وقميص» أو «بنطال برمودا، وطيحني»، حيث يكون المشهد أيضاً لا يقل استفزازاً أو إثارة للزائرين..والمطلوب هنا هو تعزيز «الذوق العام» في اللباس، وليس تدخلاً في حرية الآخرين التي يُفترض أن لا تتجاوز إلى غيرهم، وتحديداً بإصدار أوامر إلى الأمن المتواجد على بوابات المهرجان بمنع دخول «أبو قميص نوم» أو «بنطلون طيحني»، ويفضّل أن يكون «الزي الوطني» هو الحاضر بين الجميع. صالح الأسمري المقدمة هي مدخل لسلسلة مقترحات قبل انطلاق فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» يوم الأربعاء المقبل، حيث يعد عرساً وطنياً سنوياً يعيش من خلاله الزائرون أجواء تراثية وفلكلورية تكشف حجم الفارق الثقافي والاجتماعي ما بين الأجيال، كما يتابع صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان التجهيزات الأخيرة للانطلاق، وعمل اللجان، والتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى، وتذليل كافة الصعاب أمام فرق العمل لإنجاح مهرجان الوطن السنوي الكبير. وعلى الرغم من تلك الجهود الكبيرة التي تّبذل على أرض الجنادرية، إلاّ أن «الرياض» تنقل عبر هذا التحقيق عدداً من مقترحات الزائرين التي نضعها أمام اللجنة العليا للمهرجان. رياض الغامدي هوية المملكة في البداية، أكدت «زهرة الشهري» على أن «الجنادرية» محفل يستحق منا الاحتفاء به بما يليق بمكانة المملكة وهويتنا الثقافية التي نعتز بها، ولذلك يجب على الزوار والزائرات احترام ذلك المحفل بتمثيل المملكة بزي ينتمي للهوية الوطنية، مطالبة بعدم السماح لمن يسيء للذوق العام بالدخول لواجهة المملكة التراثية. واقترحت «وفاء الشعلان» أن يوثّق تاريخ كل جناح بمنشورات تاريخية تتناول ملمحاً عن كل مدينة، بحيث يكون لكل مشاركة هوية مختلفة في كل دورة، فالزائر يشتته التنوع التراثي لكل منطقة والحرف التي تشارك في المهرجان؛ مما يتطلب أن يكون لكل جناح موضوع معين وهوية خاصة مختلفة عن كل منطقة وجناح، مبينة أن المساحة التي تحوط الجنادرية شاسعة وينتظر استغلالها كمواقف سيارات تخدم المرضى وكبار السن، وتوفير قطار يجول بين أروقة الأجنحة، حتى لو كانت برسوم رمزية، كون الزوار يحتاجون إلى سير مسافات طويلة بين الأجنحة ربما لا يتحملها الكثيرون، وتحديداً مع ظروف الطقس المتقلبة. تنظيم المباسط وذكر «خالد الشهري» أن مناظر البسطات التجارية داخل أرض المهرجان غير حضارية وتعيق حركة الزوار، وينبغي التنسيق مع «وزارة التجارة» و»حماية المستهلك»؛ لمراقبة أسعارها التي وصلت إلى حد الاستغلال، إضافة إلى التنسيق مع «أمانة منطقة الرياض» لانتداب مراقبين صحيين للكشف على الأطعمة والمشروبات، خاصة أن الزوار يقضون ساعات عديدة في المهرجان، مبيناً أن بعض الألبسة التي يرتديها الشباب مزعجة وتعكس صورة غير جيدة، داعياً إلى التشديد على منع دخول زوار يرتدون ملابس غير لائقة مثل «قميص النوم» أو البدل غير الساترة، منوهاً بضرورة الاهتمام بدورات المياه للرجال والنساء، إضافة إلى المصليات الرجالية والنسائية. واجهة تراثية وأشادت «بدور محمد» بالجهود المبذولة في «الجنادرية» كونها واجهة تراثية وثقافية، متأملة بمزيد من التطورات التي تتيح لكافة أفراد المجتمع المشاركة في هذا الحفل وزيارته بتنظيمات عالية، داعية إلى اختيار عناصر أمنية مؤهلة لمقابلة الجمهور بكفاءة عالية عند بوابات الدخول، مشيدة بالعروض الفلكلورية لكل منطقة، حيث ان هذه العروض جزء من هوية المملكة، كما تسهم تلك الأجواء التراثية والترفيهية في منح المهرجان رونقاً رائعاً، داعية «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» بالتعاون مع اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية، وأن تكرر نجاحها في «معرض الكتاب» الذي أقيم مؤخراً، بوضع تنظيمات عالية تأمر بالمعروف بمعروف، وتنهى عن المنكر بمعروف. عقوبات رادعة ودعا «رياض الغامدي» إلى وضع تنظيمات تضبط أي تصرفات تسيء للذوق العام، وتردع من يمارس سلوكيات خاطئة، من أجل توفير عوامل جذب أكبر للمهرجان، مطالباً بتفريغ مرشدين ومرشدات لتوجيه الزوار والزائرات لمهرجان الجنادرية، إضافة إلى توفير حافلات متجولة للتعريف بجميع أجنحة المناطق والتعريف بها خلال جولات متكررة تمكن الزائر من التجول على كافة الأنشطة المقامة. بوابات طوارئ واقترح «صالح الأسمري» تخصيص بوابات أكثر لاستقبال الزوار بدلاً من التزاحم على مداخل محدودة، إضافة إلى استحداث بوابات طوارئ للدخول والخروج من المهرجان، مشيراً إلى ضرورة إتاحة الفرصة للمتطوعين والمتطوعات للعمل كمرشدين سياحيين في المهرجان؛ بهدف تقديم خدمة أفضل للزوار، إضافة إلى توفير فرص عمل إضافية خلال المهرجان، وتنعكس إيجاباً نحو نجاحه، منوّهاً بضرورة إيجاد تنظيم مروري أفضل في الطرق القريبة من المهرجان في ظل توفر مساحات شاسعة، إلى جانب منع البسطات الخارجية أمام المداخل؛ كونها تعيق حركة الدخول والخروج، وتسبب ازدحامات كثيرة. وتساءل عن غياب اللوحات التعريفية عن كل جناح أمام مداخله، كونها تسهم في فك الزحام وتقليل حدة الفضول لدى الزوار، فالكثير من الأجنحة تكون ثرية بالمعلومات ولكن غياب تلك اللوحات التعريفية لا يشجع الزائر على الدخول والعكس صحيح، مطالباً بتخصيص مصلى للرجال وآخر للنساء، دون الاكتفاء بتخصيص ساحة وسط المهرجان للصلاة، كون الإمكانات لدينا تتيح إنشاء مصلى مخصص للصلاة بقدر كبير من الجودة والاهتمام، مشيداً بالمجهودات الأمنية داخل المهرجان. وقال إنه من باب وطني وفي محفل ثقافي يفترض أن يمنع من الدخول أصحاب الملابس غير اللائقة، فالهندام واجهة الشخص والثقافة التي تربى عليها، ومن غير المنطق أن يحضر بعض الشباب ب»قمصان نوم» في محفل عالمي تشارك فيه دول أجنبية دون احترام للذوق العام، مشيراً إلى التنظيم في رحلات المدارس الصباحية يحتاج إلى تكثيف أفضل، بوضع مرافق من المهرجان لكل وفد طلابي يشرح لهم نبذة عن كل جناح وفق برنامج متكامل، فالمعلمون المرافقون للطلاب لا يمكن أن يكونوا مسؤولين عن الطلاب في تسييرهم والشرح لهم أيضاً وتوجيههم وإرشادهم.