وصفت عضو الجمعية السعودية للفنون التشكلية فاطمة النمر، أن ظهور مهرجانات "لوحة وقصيدة" جاء تأكيدا على تكاملية الفنون الإبداعية فيما بينهما، وخاصة إذا ما كان لدينا إيمان بأن اللوحة التشكيلية تصف مشاعر وأحاسيس فيها الكثير من العمق الذي يخالج أعماق الفنانة أو الفنان التشكيلي، وكذا القصيدة عند الشاعرة أو الشاعر، التي جاء بوصفها شعورا شعريا يبوح به القصيدة.. وفي المقابل نجد الريشة تترجم شعورا داخليا يحمل من المشاعر ما تترجمه الريشة التشكيلية أياما وأسابيع. وأضافت النمر، بأن المبدع يتعامل مع إبداعه الفني شاعرا بالكلمة، وفنانا بالريشة، الأمر الذي يجعل من الإحساس بالأفكار موضوعا يلتقي فيه الشاعر والتشكيلي والمسرحي وغيرها من الفنون، مما يجعل كل فن من هذه الفنون يقدم في نهاية المطاف شكلا آخر، ولونا مختلفا، وشخصية تجسد تلك الفكرة، التي يلتقي فيها المبدعون بالكلمة والريشة والصورة والشخصية.. مردفة قولها: اما تختلف الأنثى عن الرجل في تناولها للفكرة في هذه الفنون، وخاصة من خلال تجربتي في الفن التشكيلي، إذ المرأة بطبيعتها لا يمكن أن تتجه إلى الأساليب المباشرة فيما تكتب أو ترسم مقارنة بالرجل، لنجد أنها تميل إلى أن ترمز إلى الأشياء بعيدا عن التجريد، مما يجعلني أميل فيما أرسم من أفكار وموضوعات إلى المدرسة "التعبيرية" التي أميل إليها كثيرا، مقارنة بغيرها من المدارس الفنية.. مشيرة إلى أنه لا تقوم بتسمية لوحاتها كما هو الشائع لدى التشكيليات والتشكيليين، وإنما تقوم بإطلاق مسمى معين لمجموعة من لوحاتها، التي عادة ما تعدها للمشاركة بها في معرض خاص بها حينا، أو المشاركة بها في مهرجان فني حينا آخر. وقالت النمر: شيوع المهرجانات التي اختارت "اللوحة والقصيدة" عزز هذه العلاقة التي لم تكن تظهر إلا من خلال ما يجسده التشكيليون في لوحاتهم، دون الدخول في مضمار يتنافسون فيه لرسم القصائد، الأمر الذي زاد من تعزيز حضور هذه الفكرة "اللونية/ الحرفية" التي تلتقي في أعماق التشكيليين حسا ومعنى وشعرا.. ومن ثم شعورا بها، ليخرجوها في حروف ضوئية من ألوان، لها مزيد من الدلالات، ولها من الأثر النفسي ما يمكن أن يفوق - غالبا- القصيدة، متى ما كانت الفنانة التشكيلية أو التشكيلي، محترفا ومخلصا لإبداعه الفني، لكون تجسيد معاني القصيدة بما تضمه من دلالات، وبما تحويه من خيالات أمرا لا يمكن تجسيده تشكيليا بسهولة، لما يتطلبه من عمق الإحساس بالمعنى، والشعور بمشاعر القصيدة نفسها، ومن ثم نقلها بمشاعر شاعرية أخرى لا تقل عن شعور الشاعر بقصيدته، لإخراجها في قصيدة لونية أخرى قائمة على روحانية الشعور بالمعنى وبالفكرة شكلا ومضمونا. وفيما يتصل بالمهرجانات التشكيلية ذكرت النمر بأنها ما تزال دون المأمول بكثير، نظرا لما يحتاجه الفنانات والفنانون التشكيليون من دعم مؤسسي، يمكنهم من أداء رسالتهم الإبداعية، واصفة واقع المهرجانات بأن الدعم فيها يقوم - غالبا- على العلاقات الشخصية، لا العلاقات الفنية التي يمتلكها التشكيليون نتيجة الخبرات والمشاركات والمستوى الإبداعي، وغيرها مما يجعل التوجه إلى إقامة المعارض الشخصية حلا بديلا لذلك الواقع.