يسعى غاليري «حوار» في الرياض، عبر استضافته «صالون الخريف» الفرنسي، المشهور بعراقته، إلى رفد الحركة التشكيلية في السعودية، ببعض التجارب المهمة، والتي يمكن للفنان التشكيلي أن يفيد منها كثيراً، وتفتح له مزيداً من الوعي على أسرار الفن. فالمعرض الذي أُقيم أخيراً، وضمّ أعمالاً مهمة لعدد من الفنانين الفرنسيين والعرب والسعوديين، (16 فناناً من السعودية، في مقابل 14 فناناً فرنسياً)، يعدّ محطة على قدر من الأهمية، ينبغي أن تدعم بخطوات أخرى، ليتحول غاليري حوار إلى ما يشبه الورشة الفنية المستمرة. ويجد الفنان التشكيلي فهد الربيق أن معرض غاليري حوار، «وعاء لتلاقي الثقافات بين التشكيليين السعوديين والفرنسيين، وسيبني جسراً يربط بين هذه العطاءات بقالب إبداعي، خصوصاً في هذا الغاليري الذي لديه قوة الحضور والتميز». وأوضح أن اللوحات في المعرض «تراجم لونية وحديث خاص بين المتلقي وفضاء اللوحة، وإنني بصفتي فناناً حين أشاهد كثافة النجاحات للفن التشكيلي، فإنني أطرق برأسي قليلاً، وأحدق بلا وجه وأرقص بلا ساق كما قال الفيتوري!». ويؤكد الفنان عبدالرحمن العجلان أن مشاركته الأولى في هذا المعرض، «مميزة وتضيف له الكثير من دون شك، وبخاصة مع مجموعة نخبوية فرنسية، وهذا ما سيدفعني مستقبلاً للعطاء لأجل التميز وإيصال صورة جميلة عن الفن التشكيلي للمجتمع». وكانت الفنانة هدى العمر أسهمت في «وضع أحجار كريمة لتذليل الصعاب وفتح باب التعاون بين أكبر صالونات أوروبا وبين فناني المملكة لتؤكد انضمامها إلى كتيبة الراغبين في صنع حوار ثقافي محترم»، كما أشار إلى ذلك الفنان عبدالرازق عكاشة، أحد مسؤولي صالون الخريف الفرنسي. من جهته، علّق الشاعر أحمد المجدل الغامدي على تداخل اللون مع الكلمة، اللوحة مع القصيدة، وهو أحد جوانب المعرض، قائلاً: «إن الفن التشكيلي لا يختلف عن القصيدة، فاللوحة قصيدة شعرية مرسومة بالريشة، وأن أي متلق يقف أمام اللوحات الفنية فسيصل إلى ما هو أبعد منها، وربما إلى أعماق العمق، ليعود مرة أخرى وكأنما يشاهد وجهاً مختلفاً للفنان ،وهكذا حتى يصل إلى الوجه الأخير». ويعتبر صالون الخريف الفرنسي، الذي أسس عام 1903، شركة فنية، ويُعترف بها منذ عام 1920 ، ويعدّ واجهة أساسية للحداثة في القرن العشرين، والذي تميز منذ إنشائه في رغبته بكسر الحواجز بين الفنون المختلفة ورفض التفرقة بين الفنون «الكبرى» و «الصغرى» والاحتفاء بإخوة الفن والتنوع الثقافي.