تدخل الأزمة السورية المتفاقمة عامها الثالث مخلفة بحيرات من الدماء وانتهاكات لحقوق الإنسان غير مسبوقة في تاريخ الحروب وحركات التحرر الوطنية بما فيها ثورات الربيع العربي، وبلغ الإيغال في الدماء من لدن زعيم المقاومة والممانعة مبلغاً مخيفاً. يبرز الموقف السعودي الواضح بلا أي غموض والذي يتماشى مع العدالة وقول الحق فكانت رسالة خادم الحرمين الشريفين المفتوحة للأسد مناشداً له إيقاف سفك الدماء واللجوء إلى الحكمة والحوار رافضاً السكوت على قتل الأبرياء بهذا الشكل الممنهج، وكان التعنت المعروف من الجميع وبعد سنتين من مناشدة الملك ها هو الأسد على لسان وزير خارجيته يعلنها من موسكو وطهران وليس دمشق بقبول الحوار مع الجماعات المسلحة ذليلاً ورغماً عنه تحت ضربات المقاومة الفعلية لا الصورية التي حاول نظام الأسد تشكيلها في ذهنية المواطن العربي البسيط. تميز الموقف السعودي بعدم وجود أي منعطف لقياس مدى ارتفاعه أو العكس فهو لا يرتبط بمصالح يخشى عليها أو تفاهمات يُبنى عليها إنما وقف آلة القتل وعملية سياسية على غرار ما حدث في اليمن أو تسليح الجيش الحر وهذا ما نادى به الوزير السعودي ذو الحضور المبهر الأمير سعود الفيصل منذ مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس وانسحب منه الفيصل محتجاً على انحراف المؤتمر عن الهدف الأساس، وقبله كان سحب المملكة لمندوبيها في لجنة المراقبة التي كانت برئاسة سيئ الذكر الدابي فرفضت المملكة التواطؤ والمشاركة في قتل الشعب السوري الأعزل من خلال لجنة مراقبة مخترقة وعميلة للنظام المستبد. وتوالت المواقف السعودية في كافة المحافل الدولية والاقليمية لدعم نصرة الشعب الأعزل الذي يواجه بالطائرات والمجنزرات وأخيراً الصواريخ الاستراتيجية سكود وكان الدعم المادي وتنظيم حملات التبرعات، في الجهة المقابلة كان العهر اليساري العروبي الداعم لنظام الأسد، بل تابعنا أنظمة عربية تخرج من رحم الثورات العربية التي كان شعارها العدالة والديمقراطية تعقد الاتفاقات مع إيران وحكومة المالكي في وقت تساهم تلك الحكومتان وبالمشاركة الفعلية المباشرة في ذبح الشعب العربي السوري، مما يؤكد أن النفاق والشعارات البراقة لم تعد تستر سوءات من يرتدونها للتضليل. ومن الأهمية بمكان أن تتعاضد المواقف الخليجية مع بعضها البعض وتتحرر من التردد والحسابات الاقليمية وتدعم باتجاه تسليح المعارضة السورية فإسقاط نظام الأسد بات أمراً ضرورياً حتى يعم السلام ونتخلص من كابوس نظام باطني مجرم يرفع شعارات العداء لإسرائيل في وقت تتحرك فيه إسرائيل بكل الاتجاهات لدعمه وعدم سقوطه، وعلينا أن ننتبه لمقولة (أكلت عندما أكل الثور الأبيض).