أبدى حزب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي امس الجمعة غضبا عارما بعد اتهام الرئيس السابق باستغلال أغنى امرأة في العالم ليليان بيتانكور "90 عاما". واتهم قاض تحقيق مساء الخميس ساركوزي باستغلال ضعف وريثة شركة لوريال عقب مزاعم بانه تلقى أموالا منها عندما كان يخوض الانتخابات الرئاسية عام 2007. وقال تيري هيرزوج محامي ساركوزي إن موكله اعتبر الطريقة التي تعامل بها "مخزية". واعلن قاض التحقيق جان ميشل جنتيل الاتهامات بعد ترتيب مواجهة وجها لوجه بين ساركوزي وكبير خدم بيتانكور بشأن لقاء مزعوم بين السياسي والمليارديرة وهو ما انكره ساركوزي. وعقب المواجهة، اعلن جنتيل ان ساركوزي متهم ب"استغلال الضعف"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لما يصل إلى ثلاث سنوات والحرمان من مزاولة مهنة السياسية لمدة خمس سنوات. وابدى حزب "الاتحاد من اجل حركة شعبية" يمين الوسط المنتمي إليه ساركوزي ردة فعل غاضبة تجاه الاتهامات، التي توجه صفعة لطموحات ساركوزي المتوقعة بعودة سياسية في الانتخابات المقبلة. وقال وزير النقل السابق تيري مارياني لصحيفة لوموند: "انه تصرف سياسي "مضيفا ان "قضاة بعينهم "ينتظرون الوقت المناسب لتصفية الحسابات مع ساركوزي وان"لديهم دوافع سياسية خفية". وانتقد نائب رئيس الاتحاد من أجل حركة شعبية جيوم بلتيير "الملاحقة القضائية "للرئيس السابق والتي ربطها باستطلاعات الرأي التي اظهرت حنينا إلى ساركوزي بعد عشرة أشهر من هزيمته في السباق الرئاسي أمام الاشتراكي فرانسوا اولاند. واعتبر العديد من أعضاء الحزب ان هناك صلة بين الاتهامات والسقوط المفاجئ الأسبوع الجاري لجيروم كيوزاك وزير الميزانية بحكومة اولاند والذي استقال الثلاثاء الماضي للتصدي لمزاعم التزوير الضريبي التي أحرجت الحكومة. والاتهامات الموجهة لساركوزي هي جزء من تحقيق جار منذ فترة طويلة على خلفية مزاعم بانه تلقى أظرف مليئة بالأموال من بيتانكور موجهة لحملته لعام 2007 وهي المزاعم التي ينفيها بقوة. ووضعت بيتانكور، التي اعلنت مجلة فوريس عام 2013 انها أغنى امرأة في العالم، تحت الوصاية القضائية عام 2011 بعدما قال الاطباء انها تعاني من اختلال عقلي. والتزمت الحكومة الصمت حيال اتهامات الجمعة، الا ان وزيرة الاسكان سيسيل ديفلو الوحيدة بمجلس الوزراء التي انتقدت تلميحات الاتحاد من اجل حركة شعبية بوجود مؤامرة سياسية.