بدأ معرض الكتاب عندنا خجلًا متوارياً قلقاً وكان مجمل المسيطرين على سوق الكتاب هم غالبا من لبنان، أو مصر، أو سوريا، ولم يكن للناشر السعودي حضور يذكر فيما عدا الكتاب التراثي، أو الإسلامي، أو الشعبي، أما عدا ذلك فالناشر اللبناني هو المسيطر على سوق الكتاب الإبداعي، والفكري ويأتي بعده في ذلك الناشر المصري، ثم السوري، كان الحال كذلك منذ تنظيم فعاليات المعرض الأول للكتاب، ثم تغير حال الكتاب والنشر عندنا منذ خمس سنوات تقريبا فظهرت دور نشر سعودية تهتم بالفكر والإبداع، وتنتج كل عام مايقرب من 250عنوان أو أكثر من ذلك، وهذه العناوين تتميز بالتنوع الفكري والإبداعي. وغالباً الناشر سعودي والمؤلف سعودي وموضوع الكتاب في الشأن السعودي وهذه ظاهرة تستحق التأمل والرصد. إن انتعاش سوق الكتاب في المملكة العربية السعودية والحركة النشطة في الشراء والبيع للكتاب، ووصول معدل المبيع إلى أرقام عالية يدل على أن هناك بيئة مناسبة لتفعيل شروط صناعة الكتاب عندنا، وأكثر ما نحتاج إليه بشكل ملح هو تفعيل إجراءات الحفاظ على الملكية الفكرية يجب أن يكون هناك مذكرة تفاهم بين المعارض الدولية، وتنسيق فيما يمنع من المشاركة من دور النشر، بحيث من يمنع من المشاركة بسبب انتهاك الملكية الفكرية في الشارقة مثلا يمنع كذلك في الرياض، وهكذا تخطو حقوق الملكية خطوة إلى الأمام، وكذلك معارض الكتب يجب ألا تكون معارض الكتب بؤر للقرصنة الفكرية، ويجب ألا نساوي بين من يساهم في صناعة الكتاب بشكل بناء وعلمي بمن يتحين الفرص لكي ينتج لنا الكتاب المقرصن والمسروق والمشوه شكلا ومضمونا.