اصبحت بعض البرامج والمنابر الاعلامية الرياضية ليست مطمعا لاصحاب الطرح الرزين، هكذا اردت لنفسها وسط فوضى عارمة من سوء الضيوف وصراخهم وتكرار اطروحاتهم ودفاعهم المستميت عن انديتهم وكل من ينتمي لها من دون ان يقدموا بارقة امل بتحسن احوال الاعلام الرياضي وكسبه لثقة المتلقي، ونتيجة لهذه الفوضى صار المتابع يسمع الكثير من القصص فهذا رئيس ناد تدخل في برنامج ما واوصى باستضافة الصحفي الذي يميل معه ولاينتقده ولايهاجم ادارته، وذاك مسوؤل ابعد اعلامي وحرمه من الظهور لأنه صدح بالحق، وساعد في ذلك استسلام البرامج وبعض القنوات لرغبات من لايقبل بالرأي والرأي الآخر، لذلك اصبح الكثير من الضيوف حتى لو وقع عقدا حصريا غير واثق من استمراره ناقدا يفترض ان يقول الحق ويذكر الحقيقة فربما امسى في الاستوديو ووجد نفسه بعد ظهوره بلحظات تصله التعليمات بالاستغناء عنه لأن اطروحاته وانتقاداته حتى لو كانت صائبة لاتناسب البعض. هذا الاستسلام صد الكثير خصوصا الباحثين عن الطرح الجيد والاسلوب الامثل والتخاطب الراقي عن متابعة جل البرامج الرياضية التي بدأت وكأنها مسيرة وليست مخيرة في رسم سياسة لها واختيار الضيوف المناسبين والمضي قدما في تشكيل نافذة ينطلق منها صوت الحق ونبذ الميول والبعد عن العاطفة الامر، وهذا كبدها هروب الكثير من المشاهدين لجزمهم بأنها برامج لاتدير نفسها انما يديرها اندية واشخاص ولكن بعيدا عن الصورة المباشرة، والغريب ان مثل هذه المنابر المستولى عليها تنادي على الهواء بالحياد والحرص على مصلحة الرياضة والمطالبة بتطبيق النظام والتصدي للعبث وهي التي لم تحمي نفسها من المسيطرين عليها والذين يطوعونها وفق الاهواء والميول والتوجهات الخاصة، والاغرب من ذلك انها تركز على فرق بعيدا عن مسرح البطولات وكأنها هي الفائزة في كل مباراة وبطولة وغيرها مجرد تكملة عدد لايستحق ان تسلط الاضواء.. لماذا؟ لأن جل من تستضيف ميولهم واحدة وعشقهم واحد وفكرهم واحد، بل انها تناقش قضايا فيها استفزاز للكثير من الاندية وكأنها فرضت عليها تلبية لرغبات البعض وليس الكل. الرياضي السعودي لا يريد برامج واطروحات على طريقة "السلق البيض" تتحكم بها قناعات اندية واشخاص معينين، ولكن يبحث عن برامج تكون صادقة فيما تقول، لا تطالب بالحياد وتأتي بالعكس، وتمقت التعصب وهي من يشعل نيرانه، وينادي بتقصي الحقائق وهي اول من يخفيها، يجب ان تكون نافذة للجميع ومصدر ثقافة وتنوير، وحياد ومصداقية، ربما من اللائق لمرة واحدة في سبيل لفت الانظار ان يكون هناك اتفاق بين المعد والمذيع والضيوف لاثارة قضية معينة واظهار ملامح الاختلاف حولها ولكن ان يستمر ذلك كل الوقت باسلوب مكشوف وحركات تظهر البعد عن الواقع فهنا تنكشف اللعبة وتظهر سخافة وصفاقة مثل هذه البرامج التي ابتعدت عن مناقشة القضايا الرياضية الهامة وتراجع المنتخبات السعودية وتفاوت قرارات اللجان واتجهت الى مشاكل الاندية دعم بعضها ضد بعض ونعني بذلك عندما تحرص على استضافة اسماء يمثلون ميولا واحدة، ولايلام المسؤول عندما يستغل مثل هذه الفوضى الاعلامية فينسب الاخفاق الرياضي وبعد المنتخب السعودي عن بطولات اسيا فترة طويلة وعدم التأهل الى كأس العالم الى الاعلام الذي يفترض ان يحصر اهتمامه بتقديم ما يعين المسوؤل على رؤية الاخطاء وليس حجبها باستضافة اسماء واقلام واشخاص جاؤوا للظهور وخدمة ميولهم.