بين إدريس الدريس أنه مع توسع في الاتصالات والتقنية أصبحت البرامج الحوارية أكثر مصداقية وشفافية. وأصبحت مطلوبة.. خاصة بأن المصدر الإخباري الحكومي هو المصدر الوحيد، في ظل الوقت الحالي الذي أصبح للخبر مصادره المتعددة فكل فرد في المجتمع أصبح مصدراً للشائعة والفتنة عبر وسائل التواصل الإلكترونية. وقال: الجمهور اليوم أصبح يتوهم التخصص في جميع الشؤون الأمنية والثقافية والمجتمعية وأصبح هناك تهافت لتكوين أكبر قدر من التابعين وأصبح التسابق على المعلومة مدعاة لأن تخرج المعلومة دون التحقق من صحتها.. مشيرا إلى أن الوعي المجتمعي أصبح لحد كبير يمر بحالة من المد ربما غير الموجه في كثير من الأحيان لذلك يجب أن تسعى البرامج إلى تنمية احتياجات الناس وإيصال الهموم للجهة المسؤولة، وإيضاح الحقائق، حيث أصبح سقف الحرية بهذه البرامج لا يضاهيه أي فترة سابقة. أما المذيع صلاح الغيدان فتحدث عن أن المذيعين ينقسمون لمتفرغ وهاوٍ، مشيرا إلى أنه ليس كل مقدم مذيع ولكن كل مذيع مقدم.. مضيفاً: برنامج 99 ربط المشاهد بالمسؤول ومناقشة الفكرة الدائرة بين المسؤول والمواطن. فلقد كنا دائما نحاول أن نكون بالمنتصف ونبحث عن الحقيقة ومنسوب الحقيقة لدى الإعلامي اجتهادية.. مختتما حديثه بأن المذيع الناجح هو من يتغلغل لأوساط المجتمع ويجلي المواضيع التي تهمه وتهم المسؤول. من جانبها تطرقت الإعلامية هناء الركابي للبرامج الحوارية التي وصفتها تعرض السلبيات أكثر من الإيجابيات.. مشيرة إلى أنها ذات أثر سلبي على المجتمع.. وأن المذيع مهمته بالبرامج الحوارية الشفافية والموازنة والوضوح وعدم إخافة الناس.. ومؤكدة من جانب آخر أن المشاهد ذكي ووسائل الإعلام الجديدة ساهمت في رفع الوعي المجتمعي. جاء ذلك خلال الندوة الأولى من مساء أمس الأول التي أقيمت بعنوان "البرامج الحوارية والوعي المجتمعي" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب. أما الدكتور مراد الريفي في حديثه أشار إلى أن "التخطيط الاستراتيجي الثقافي" مرتبط بجانبين رئيسيين ضمن المنظومة الأممية الدولية، إذ يمكن إجماله في جانبين، الأول منهما يمثل السياسات المعنية بهذا النوع من التخطيط، والآخر يتمثل في الجوانب الثقافية المؤسسية التي تدير السياسات الثقافية بوصفها خططا استراتيجية. وقال د. الريفي: عندما نتحدث عن تخطيط استراتيجي ثقافي فهذا يعني بالضرورة العودة إلى الاحتكام إلى التعريفات الخاصة بالثقافة التي تحدد بدورها نوعية الثقافة التي سعى إلى وضع استراتيجيات لها، والتي يمكن أن تنطلق من العديد من المفاهيم التي تتحول إلى خطط عمل يأتي في مقدمتها التشجيع على المكون الثقافي ومن ثم تطويره والاهتمام بتكوينه، والمنطلق من إستراتيجية تسبقه قائمة على التوثيق، إلى جانب استراتيجية نشر الثقافة، التي أكد المحاضر أهمية قيامها على التبسيط ضمانا لشيوعها وانتشارها، إلى جانب دعمها باستراتيجية الترفيه التي بدورها تعد رافدا شعبيا ينهل منه عامة شرائح المجتمع عطفا على رؤيتها وآلياتها.. جاء ذلك خلال الندوة الثانية من مساء أمس والتي أقيمت تحت عنوان "إستراتيجية التخطيط الثقافي".أما لدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة فقد وصف التخطيط بأنه يأتي ضمن إطارات عامة كبرى يأتي في مقدمتها التنمية الثقافية، الذي لا يزال يثار وله الكثير من الجدل منذ الخمسينيات، إلى جانب ما يفترضه من ميكانيكيات خاصة بالجوانب التنموية المعاصرة، مما يزيد من إشكالات المصطلح وقرارات الدول بشأنه حين تتناول التخطيط الاستراتيجي.. الأمر الذي يحيل تساؤلات مختلفة في سياق التخطيط الاستراتيجي الثقافي إلى واقع العالم العربي تجاه هذا الجانب، رغم ما يجسده الواقع بوجه عام، بعدم وجود خطط استراتيجية ثقافية طموحة، مما يجعلها مطالبة أكثر من أي وقت مضى بهذه الاستراتيجيات وبالتعاون مع القوى الفاعلة في المجتمع المدني بالدرجة الأولى. ومضى المحاضر في حديثه.. بأن يتم وضع مجموعة من الخطط الاستراتيجية لا تتشكل بوجه عام في العالم العربي؛ وإنما هما لصانعي القرار بعد الإعلان عنها، أو صياغتها، مما أفقد الثقافة العربية أشياء كثيرة من الحضور العالمي نتيجة لعدم وجود تخطيط استراتيجي يخدم السياسات الثقافية وتنوعها وحقوقها.. مختتماً مشاركته بالتأكيد على الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة ومنظماتها التي تعنى بالتخطيط الثقافي وفي مقدمتها اليونسكو. المشاركة في ندوة التخطيط الثقافي