أقيمت مساء اليوم ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 1434 ه ندوة بعنوان "استراتيجية التخطيط الثقافي" , بمشاركة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة، والدكتور مراد الريفي، أدارها الدكتور سعد الشهراني. وأوضح الدكتور ابن سلمه أن الباحثين يضعون أمام كلمات التخطيط الاستراتيجي الثقافي تحديات ومضامين ثقافية، تنعكس بدورها على الرؤية إلى هذا العنوان ضمن منظومة سياقات حضارية وثقافية عطفا على ما يبحث عنه المصطلح من مخادعة لكونه ليس مصطلحاً ثابتاً يفهمه الجميع على معنى متماثل. وبيّن أن التخطيط يأتي ضمن إطارات عامة في مقدمتها التنمية، وما يزال يثار له الكثير من الجدل منذ الخمسينيات، إلى جانب ما يفترضه من ميكانيكيات خاصة بالجوانب التنموية المعاصرة، مما يزيد من إشكالات المصطلح وقرارات الدول بشأنه متى تناولت التخطيط الاستراتيجي الثقافي ، مشيراً إلى أن عامة الدول العربية لا تولي الثقافة ما يرقى ويصدق عليه بالتخطيط الاستراتيجي. واستعرض العديد من تجاربه في الهيئات والمنظمات التي عُنِيت بجوانب التخطيط الثقافي، الأمر الذي يحتم على العالم العربي التخطيط لثقافته نظراً لما أصبحت تشكله الثقافات العالمية المدعومة بالخطط الاستراتيجية ، مشيرًا إلى العديد من المنظمات المعنية بالثقافة وما تمثله خططها تجاه المنظومة الثقافية كما هو الحال في منظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات. من جانبه أوضح الدكتور مراد الريفي أنّ التخطيط الاستراتيجي إذا ما اقترن بمفهوم الثقافة يظل حديثاً متشعباً ومتفرقاً عبر العديد من المجالات الثقافية المختلفة التي تظل في فضاء مفتوح دون القدرة على حصر الثقافة في مصطلح ضيق يمكن التعامل معه من خلال وضع خطط ثقافية تصدق عليها المفاهيم الاستراتيجية. وأضاف : إن مرد التخطيط الاستراتيجي الثقافي يعود إلى وجود سياسات تقوم على تنفيذ الخطط، عبر دراسات شاملة تبحث عن السياسات الثقافية وأخرى تهتم بالجانب المؤسسي. واستعرض الدكتور الريفي العديد من المداخل التي تؤسس للتخطيط الاستراتيجي العلمي الذي يمكن له أن يتعامل مع الثقافة بمفهومها الواسع، والمحدد في خطط السياسات الدولية، وما تترجمه مؤسساتها تجاه تنفيذ خططها الثقافية، بما يصدق عليه تخطيطا استراتيجياً عبر تحريك أدوات الإبداع، وإيجاد روح الابتكار، وإشاعة روح الثقافة والمعرفة ، مؤكداً أن الخطط الاستراتيجية لا بد لها من إشاعة الثقافة عبر مداخل التبسيط والتسهيل الجماهيري ، وعبر التخطيط الذي يضع في أدواته التخطيط الترفيهي لما يمثله هذان الجانبان من قدرة على إشاعة خطط المؤسسات الثقافية، ولما تمتلكه من قدرة على إشاعة الثقافة بوصفها تنمية اجتماعية شاملة. وشهدت الندوة العديد من المداخلات التي استعرضت الفرق بين الكلمات الثلاث لعنوان الندوة ".. تخطيط.. استراتيجية.. ثقافة" , إلى جانب ما تتميز به الثقافة عن سائر جوانب الماديات التي يمكن تطويرها.