ارتبط اسم الباحث الدكتور عبدالرحمن المحسني أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك خالد ارتباطاً وثيقاً بالدراسات التي تتفاعل مع الأدب الرقمي أو ما يعرف بوسائط الاتصالات الحديثة وما يمكن أن تحمله هذه الوسائط من نصوص ماتعه يمكن للباحث الكشف عنها فقد صدر له في هذا الصدر كتاب "خطاب ال sms الإبداعي واليوم يحلو للدكتور المحسني أن يخرج كتاباً قريباً من هذا الفن وهو كتاب "توظيف التقنية في العمل الشعري السعودي.. شعراء منطقة الباحة نموذجاً" الصادر مؤخراً عن النادي الأدبي بمنطقة الباحة؛ وهو في حقيقته كتاب تقدم به لجائزة نادي الباحة الأدبي ليفوز بجائزة النادي عام (1432ه). يقول المحسني في مفتتح مقدمته: وشعراء منطقة الباحة صورة صادقة للمنتج الإبداعي السعودي وتنوعه، وهم نموذج صالح لدراسة عدد من الظواهر الأدبية في المملكة ولأن اتساع دائرة الأدب السعودي تقتضي عملاً بحثياً حضرياً لقراءة الظواهر المتجددة يجد الباحث في هؤلاء الشعراء نموذجاً حسناً لتنوع التجربة وسموقها، ولعلي أشير ابتداءً إلى اتساع أفق الرؤية لدى شعراء الباحة، فقلما تجد منهم الشاعر المغرق في التقليد الصرف، بل تجد أغلبهم يسير في موازنة واعية بين معطيات القصيدة العربية القديمة وبين الإندفاع للتجديد إلى أقصى حدود الممكن إضافة إلى تحريك كثير من شعرائها باتجاه مساقات إبداعية لخوض غمار التجريب وتعميق الإفادة من وسائط التقنية وأثرها في الشعر السعودي من خلال نموذج شعراء منطقة الباحة. حمل الكتاب بابين ضم الباب الأول دراسة لأثر التقنية في تشكيل النص الشعري عند شعراء الباحة مثل العتبات النصية المنفتحة منها والمنغلقة كما في دواوين "القدس أنت" و"وطنيات" و" وشاية عطر" و"حيث مر الغيم" و"ريشة من جناح الذل" و"السير على الأقلام" و"شغب" و"لا تجرح الماء" و"للقوافي شجن" و"بياض الأزمنة" و"تماثل" و"أوجاع أنثى" و" بين إثمى وارتكابك"؛ إضافة إلى دراسته للعتبات المنسحبة من خلال قراءته ديواني "ستذكرون ما أقول لكم" وقبلة في جبين القبلة". كما عقد مبحثاً عن التشكيل الحاسوبي وأثره في صناعة النص كالتنقيط والتكرار والأقواس والتقطيع والبنط الكتابي. في حين نهض الباب الثاني على أثر التقنية في نسيج النص الشعري عن شعراء الباحة وضم ثلاثة فصول كان الفصل الأول عن التلفاز في العمل الشعري وجاء الفصل الثاني عن الهاتف والمحمول في العمل الشعري وأخيراً لحاسوب وبنية النص.\الكتاب ضم بين دفتيه ملاحق وشهادة للشعراء وفهرساً للأشكال والصور. أما الشعراء الذين تمت دراستهم في صفحات الكتاب فهم: أحمد المساعد، أحمد قران، أسماء الزهراني، علي الدميني، حسن الزهراني، عبدالرحمن العشماوي، صالح الزهراني، صالح الهنيدي، عبدالرحمن سابي، عبدالعزيز بخيت، ماجد الغامدي، محمد خضر، محمد محسن الغامدي.