المدينة المنورة.. شرفها الله تعالى منذ أن هاجر إليها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت عاصمة الإسلام الأولى، ومنها انطلقت الرسالة المحمدية إلى أقطار الأرض قاطبة، فقد احتلت هذه المدينة الطاهرة مكانة عليا في أفئدة المسلمين، فأضحت منذ ذلك الوقت إلى وقتنا الحاضر مهوى الأفئدة، إذ يفد إليها المسلمون من شتى الاقطار لينهلوا من علومها ومعارفها وقبل ذلك ينالون شرف الصلاة في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسلام عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، والوقوف عن قرب على أبرز الأماكن التاريخية التي تحكي وقائع خالدة من إرث النبوة ومجد الحضارة الإسلامية التي مازال نورها يسطع في مشارق الأرض مغاربها، وإلى أحضانها يأرز الإيمان، فاستحقت بجدارة أن تتبوأ هذه المكانة العظيمة وأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية. تم اختيار المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013م من منظمة التعاون الإسلامي في تشرين الأول من العام 2009 في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان، وذلك بهدف إبراز إسهام المدينةالمنورة الديني والثقافي في مسيرة الحضارة الإسلامية، والتعريف بأشهر أعلامها، وإلقاء الضوء على أهم معالمها الدينية والحضارية والأثرية، من خلال عدد من البرامج والأنشطة الثقافية التي تكشف عن الجوانب الثقافية والتاريخية للمدينة المنورة ومؤسساتها العلمية. وقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على اقتراح معالي وزير الثقافة والإعلام لترشيح المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013 م، وذلك بالأمر السامي رقم 4730/م بتاريخ 9/6/1431ه. المدينة قديما وتتمثل أهداف مناسبة عاصمة الثقافة الإسلامية (وفق المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة) في نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وتحديث رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدن التي تختار كعواصم ثقافية إسلامية بالنظر لما قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية، وتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذا الحضارة. كما تهدف المناسبة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم وتستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً على شتى المستويات من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمة. وتتضمن الأهداف التي يسعى المنظمون لتحقيقها من خلال هذه المناسبة تأكيد إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم في العالم ونصرته، وإبراز مكانة المدينةالمنورة الثقافية والتاريخية والاجتماعية بصفتها عاصمة للثقافة الإسلامية، والتأكيد على رمزية المدينةالمنورة وترجمتها لثقافة إسلامية عالمية، وإبراز إنجازات المملكة العربية السعودية في تطوير وتنمية المدينةالمنورة، وتدعيم الأنشطة الثقافية المتنوعة، وزيادة الفرص للمبدعين والمثقفين لإبراز إبداعاتهم في إطار الهوية الإسلامية بالثقافة الإسلامية لإبراز إبداعاتهم في إطار الهوية الإسلامية. كما تتضمن جملة الاهداف زيادة الاهتمام بالثقافة الإسلامية وإبراز خصائصها للدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهج التربوية، والتعريف بالآثار الحضارية والعطاء الثقافي للمدينة المنورة خلال العصور المختلفة، وتعزيز التعاون الثقافي بين المؤسسات الحكومية والقطاعات الأهلية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة القيم الإسلامية. مواعيد المناسبة: بدء الفعاليات والافتتاح في يوم 30ربيع الاخر 1434ه الموافق 12 مارس 2013 م. انتهاء الفعاليات في يوم 8 صفر 1435ه الموافق 31 ديسمبر 2013 م. ولإظهار مناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013 م فقد جرت الاستعدادات المبكرة لهذه المناسبة، بدءاً بتشكيل مختلف اللجان الرئيسة والتي تضم اللجنة العليا، واللجنة الاستشارية، واللجنة العلمية، واللجنة المالية، والأمانة العامة. فيما تتضمن الوحدات الفرعية التابعة للأمانة، وحدة البرامج والفعاليات، ووحدة الإعلام والتوثيق، والوحدة الفنية، ووحدة العلاقات العامة والتشريفات، والوحدة المالية، ووحدة النشر والمطبوعات، ووحدة الشباب، والوحدة النسائية. المنطقة المركزية حول المسجد النبوي المسجد النبوي