اعتبر مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر, اختيار منظمة التعاون الإسلامي المدينةالمنورة، عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013، التي انطلقت منها الرسالة الإسلامية إلى أقطار الأرض قاطبةً، شرفاً كبيراً للمملكة العربية السعودية. وقال إن هذا الاختيار يمثّل تقديراً للمكانة الكبيرة التي تحملها مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، بين مدن العالم الإسلامي، دينياً، وثقافياً وتاريخياً واجتماعيًا بصفتها عاصمة للثقافة الإسلامية العالمية؛ وما تختص به من قدسية في قلوب المسلمين؛ وما تحتضنه من زخم إسلامي، وتاريخي وحضاري وثقافي كونها دار المجتمع الإسلامي الأول؛ واستلهاماً لتلك الأصالة والنوعية التي تميزت بها في العصر النبوي وتنزل التشريع الإسلامي على صعيدها المبارك. وبهذه المناسبة، رفع بن معمر أسمى عبارات التهاني، وآيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على دعمه السامي الكريم لاحتضان هذه الفعالية الأممية بما يبرز المكانة الدينية، والعلمية والثقافية والحضارية لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم. كما رفع خالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على مساندته ودعمه لهذه المناسبة الإسلامية الثقافية الكبرى. وأشاد بهذا الاختيار، لإبراز إسهام المدينةالمنورة الديني والثقافي في مسيرة الحضارة الإسلامية، والتعريف بأشهر أعلامها، وإلقاء الضوء على أهم معالمها الدينية والحضارية والأثرية، من خلال عدد من البرامج والأنشطة الثقافية التي تكشف عن الجوانب الثقافية والتاريخية للمدينة النبوية ومؤسساتها العلمية؛ ونشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وتحديث رسالتها وإعادة رصد الأمجاد الثقافية والحضارية كنموذج للعواصم الثقافية الإسلامية بالنظر لما قدم على أرضها عبر العصور من خدمة للثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية؛ وإبراز ما حظيت به مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، من رعاية واهتمام منذ توحيد المملكة العربية السعودية وحتى عصرنا الزاهر. وأثنى بن معمر على الجهود المبذولة للجنة العليا لمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية برئاسة الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة وأعضاء اللجنة؛ لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه المناسبة المهمة لإبراز إنجازات المملكة العربية السعودية في تطوير وتنمية المدينةالمنورة؛ وتدعيم الأنشطة الثقافية المتنوعة؛ وزيادة الفرص للمبدعين والمثقفين لإبراز إبداعاتهم في إطار الهوية الإسلامية؛ زيادة الاهتمام بالثقافة الإسلامية وإبراز خصائصها، وإثراء الدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهج التربوية؛ مع التعريف بالآثار الحضارية والعطاء الثقافي للمدينة المنورة خلال العصور المختلفة. وأعرب عن ثقته أن تضطلع هذه الفعالية التاريخية بتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة؛ وتعزيز الوسطية والاعتدال بين المسلمين؛ وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، مشيراً إلى أن الثقافة الإسلامية، قد استمدت جوهر التعايش والتعارف من طيبة الطيبة وشقيقتها مكةالمكرمة؛ كما ترصده مواقف وأحداث تاريخية متنوعة. ودعا مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في ختام تصريحه، إلى استثمار هذا الحدث الثقافي الهام لمناسبة اختيار المدينةالمنورة، عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، لتعزيز تلك المكانة ولاستدامة الإشعاع الديني والعلمي والثقافي والحضاري الخالد في مدينة مُهَاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي يؤمّها كل شهر مليون معتمر وزائر فضلا عن موسمي الحج ورمضان المبارك من مختلف أصقاع العالم، الذين يطّلعون على ثقافتها ومعاملة ورقي أهلها، وتطورها، ونقل هذه الصورة الحضارية إلى الملايين في أوطانهم بما يخدم في النهاية حركة الثقافة والحوار في وطننا وتقديمنا للآخر من خلال هذه المعطيات الخلاقة، لصالح وطننا الكبير؛ وذلك بإعداد برامج وخطط عن إشاعة ثقافة هذه المفاهيم، يشارك في صياغتها جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية؛ وقطاعات التعليم بمساندة القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع الأهلي؛ والخروج بأفكار بناءة تجعل من هذه المناسبة الإسلامية العالمية فرصة لتجديد اثر المدينةالمنورة ودورها التاريخي كمصدر إشعاع ثقافي للعالم.