عندما انعدم العدل في مجتمعنا! عندما فقدت المرأة حقها بين كبرياء وتخلف الرجال! عندما سيطرت تلك المعتقدات الهدامة المحطمة المشينة والمهينة على عقول رجالنا.. لتعود بهم عجلة الزمن إلى عصر أتى الإسلام ليلغيه، لقد أصبحت المرأة بين فكي العادة والرجل! سحقت الحقوق وامتلأت صدورن بالضيم والقهر وحتى أبسط الحقوق تراها قد فقدتها الكثير من نسائنا قد تروني أبالغ في هذا الكلام، ولكن قد تكونون أنتم أعزائي القراء لستم على اطلاع كاف وشامل لمجتمعنا لقد أصبحت البنت في النظام الأسري مضطهدة تلقى ألوان الاضطهاد والظلم نتيجة عقول أسرتها فيمتلئ قلبها بالحزن وترى الدنيا بمنظار ضيق جدا جدا منظار أسود فلا حدود للألم. إن قبول الإنسان بالظلم والاستسلام له بحجة الأعراف أو التقاليد الاجتماعية السائدة يشكل ظاهرة كارثية في مستقبل هذا الإنسان وفي بنائه لحاضره الذي يبدو قاتماً على الدوام. فالظلم والاستبداد في الزمن الراهن بات أمراً مرفوضاً في أي مجتمع إنساني راق ومتقدم، وأن الأعراف والتقاليد التي كانت سائدة قبل قرن مضى تعد ملائمة للقرن الحالي، وبالتأكيد فإن تقاليد القرن الحالي لا تصلح لما يليه من قرون حضارية متقدمة. وإذا افترضنا أن للظلم درجات، فان ظلم المجتمع للمرأة بشكل عام هو الأعلى في تسلسل هذه الدرجات، وهذا الظلم يبدأ من البيت أولاِ، بل من الأب بالدرجة الأساس إذ إن استبداد الأب بحق بناته لا حدود له، وهذا الاستبداد ينعكس من واقع اجتماعي توارث عادات وتقاليد اجتماعية بالية من أجيال مضت في عصر الظلمة، ولكنها تعاقبت وعاشت في نفوس الأبناء لترسخ كظاهرة اجتماعية لا مجال للحد منها أو إزالتها أو التخفيف من حدتها وقسوتها وجبروتها في الزمن الراهن. «غالبية حالات فشل الزواج أسباب الأب الجاهل» فالمرأة بنظر الكثير من الآباء كالسفيه أو المجنون، مهما امتد بها العمر فليس لها القدرة على التحكم في أي شيء يخص حياتها، ولا مجال للاعتراض على الأحكام الشرعية التي تستوجب موافقة الأب في كل مسألة خاصة أو عامة تتعلق بمصير البنت، لقد حرمت من أبسط حقوقها تلك الفتاة.. ألا وهو العدل. أين هو ذلك العدل في خضم أبسط الأشياء.. على النطاق العالمي الاضطهاد من خلال بعض الأرقام. الفقر: 70٪ من فقراء العالم نساء الأجور: أجور النساء تقل ب 50٪ عن أجور الذكور. التعليم: يوجد بالعالم 875 مليون بالغ امي الثلثان منهم نساء. الصحة: تموت امرأة كل دقيقة في العالم بسبب تعقيدات مرتبطة بالحمل أو الوضع. ومن ضمن 5,6 ملايين بالغ مصاب بفيروس السيدا ثمة 2,3 مليون امرأة وعددهن في ارتفاع مستمر. اشكال العنف: «راجع لومانيتيه 21 سبتمبر». 130 مليون امرأة عرضة للتشويه الجسدي و4 ملايين امرأة أو طفلة صغيرة تباع في العالم سنوياً وعلى المستوى العالمي تعرضت امرأة من كل ثلاث نساء للضرب أو أجبرت على ممارسة الجنس أو اسيئت معالمتها بكيفية أخرى وفي الغالب من طرف أحد أقاربها بمن فيهم الزوج أو عضو آخر بعائلتها. وتعرضت امرأة من كل أربع نساء لسوء معاملة خلال الحمل. النزاعات: يشكل النساء والأطفال ثلاث أرباع الضحايا المدنيين و90٪ من القتلى خلال هذه النزاعات. المؤسسات: تمثل النساء في المتوسط 13٪ من الأشخاص الممثلين في هيئات القرار الوطنية والدولية. أنواع الاضطهاد لا تختزل سيطرة الذكور في جملة أشكال مميزة، بل هي منظومة متماسكة تضفي صبغتها على كل مجالات الحياة الجماعية والفردية، والعنف البدني هو دوما في مجتمعنا العنف الزوجي والاغتصاب.. الخ. والعنف المعنوي أو النفسي هو الشتائم والاهانات.. والعنف الفكري هو أشكال العنف المسجل في التمثلات «الأساطير والخطابات، الخ». تواجه النساء في أغلب المجتمعات صعوبة في الإفلات مما يتعرضن له عنف حتى وان لم يقبلنه، بسبب انعدام اي ملاذ. دعونا نلق نظرة خاطفة على مجتمعنا.. او في اطار الأسرة.. الأسرة التي يجب أن تكون بها معادلة التفاعل: الاحترام، العدل والمساوة، التفاهم والحوار مع وجود الحب، السعادة، أسرة متماسكة منتجة غير محطمة وبالتالي مجتمع راقٍ وفتيان وفتيات رقوا باسم البلد نحو الأعلى. لقد تفاوت الناس في إخلال محتوى التفاعل لينتج سم قاتل داء قد حطم السعادة وفقد بها الحب. فبعض الأشياء قد أحلوها على الصبيان وحرموا على البنات.. ولكن لا يقولون سوى إنه ولد فليفعل ما يشاء ليكن له تلفاز لوحده في غرفته التي حتى والده لا يدخلها وباقة القنوات الأوروبية التي تعرض ما لا تتصور انه قد يعرض.. وسهر وتأخير.. وغيرها من التفضيل التعليمي والمادي والعاطفي.. الا انه ولد! ألهذه الدرجة وصلنا بأن جعل أساس التفضيل هو الولد ثم البنت أو أحيانا الولد فقط! لا الأكبر سنا فالأصغر. فالظلم على المرأة أسري واجتماعي فالحقوق سليبة والجرح صبيب والعين تدمع ولا يسعني الا أن أقول ابك - عزيزي القارئ - كما تريد ابك بدون خجل ففي البكاء شفاء وعلاج لكثير من الأمراض.