قصفت طائرات حربية سورية حي بابا عمرو في مدينة حمص امس بعد يوم من تقدم مقاتلي المعارضة بشكل مفاجئ صوب معقلهم السابق الذي أصبح تحت سيطرة الجيش السوري منذ عام. ومدينة حمص التي يقطنها مزيج من السنة والعلويين نقطة رئيسية للمعارك المندلعة في الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد منذ عامين والتي سقط فيها نحو 70 ألف قتيل. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب أعمال العنف عن نشط معارض في بابا عمرو قوله إن الطائرات قصفت مشارف الحي الذي تسيطر وحدات من مقاتلي المعارضة على أجزاء منه الآن. وذكرت مصادر من المعارضة أن مقاتلين سنة اخترقوا صفوف الجيش في شمال وغرب حمص الأحد لتخفيف حصار مستمر منذ شهور لمعاقلهم في وسط ثالث أكبر المدن السورية. وقال نشطاء مقرهم حمص إن هناك اشتباكات خفيفة في بابا عمرو امس. ويبدو أن الأسد يركز حملته العسكرية على السيطرة على المدن الرئيسية وطريق سريع يمتد إلى الشمال من حمص وحتى حماة وحلب وجنوبا إلى دمشق ودرعا. الى ذلك قال محققون يعملون في مجال حقوق الانسان تابعون للأمم المتحدة امس إن هناك تقارير تفيد بأن الحكومة السورية تستخدم ميليشيات محلية تعرف باللجان الشعبية لارتكاب جرائم قتل جماعي في بعض الأوقات تكون ذات طبيعة طائفية. وقالت لجنة التحقيق في سوريا التابعة للأمم المتحدة والتي يترأسها البرازيلي باولو بينييرو في أحدث تقاريرها لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "في اتجاه مزعج وخطير اتخذ القتل الجماعي الذي يزعم أن اللجان الشعبية ترتكبه بمنحى طائفي في بعض الأوقات." في الاطار ذاته أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن صدمته إزاء الأنباء الأخيرة المتعلقة بالنزاع في سوريا. ثائر سوري يصوب بندقيته فيما يأخذ زملاؤه مواقعهم في حي الخالدية بحمص (رويترز) وقال فيسترفيله في مستهل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي امس في بروكسل: "استخدام صواريخ سكود جريمة حرب جسيمة ضد المواطنين". ومن المقرر أن يطلع مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية في سوريا، الأخضر الأبراهيمي، الوزراء الأوروبيين على تطورات الأوضاع في سوريا خلال مأدبة غداء . ويناقش الوزراء، بجانب سوريا، تطورات الأوضاع في شمال أفريقيا، وقضايا أخرى تخص روسيا واليابان، بالإضافة إلى التهديدات النووية من كوريا الشمالية. على صعيد متصل نفت تركيا ماتردد من عدم سماحها للاجئين المسيحيين من سوريا أن يقيموا بمخيمات اللاجئين الموجودة على أراضيها. ونقلت صحيفة "توداي زمان" التركية امس عن حكومة أنقرة إن سياستها إزاء اللاجئين السوريين "تتماشى مع المعايير الدولية وإنها لا تمارس التمييز ضد اللاجئين بناء على العرق والديانة والطائفة أو أي عوامل أخرى". وكان هذا الزعم قد تردد بعد قيام وفد من زعماء حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي. وأعربت الخارجية التركية في بيان صدر فى وقت متأخر من مساء الأحد عن "حزنها ودهشتها" بعدما علمت أن وفد المعارضة التركية الذي التقى النظام السوري قد قال إن المسيحيين لا يسمح لهم بالإقامة في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا. وقالت في البيان إن سياسة تركيا إزاء اللاجئين السوريين "تعتمد على المساواة بين كل السوريين وإن مخيمات اللاجئين مفتوحة أمام كل السوريين الفارين من العنف في بلادهم بغض النظر عن الدين والطائفة والعرق".