من أصعب الأمور التقنية أن تنتج نظام تشغيل، لذا ظلت مايكروسوفت محتكرة السوق لسنوات طويلة، وبالرغم من وجود عدد من أنظمة التشغيل الأخرى المبنية على نظام لينكس إلا أنها لم تحقق الرواج كما فعلت مايكروسوفت، وحتى أبل لم تقتطع حصة كبيرة من السوق في أجهزة الكمبيوتر المكتبية والدفترية لأن نظامها كان مخصصا لأجهزتها فقط. ويبدو أن الشركات بدأت تفهم اللعبة بشكل جيد، فسوق الأجهزة النقالة تغير حجمه وسياسته كثيراً، فمايكروسوفت بالرغم من أنها المبادرة لدخول السوق إلى أنها لم تمتلك زمامه، واستطاعت أبل في احتكار السوق عبر نظام تشغيلها IOS، وأغرى السوق غوغل للدخول إليه عبر نظام تشغيلها أندرويد. واليوم نشهد تحولا كبيرا بعد أن بدأت الشركات حول العالم بإغلاق أنشطتها في تصنيع أجهزة الكمبيوتر الدفترية، تتقدم كانونيكال المنتجة لنظام التشغيل أوبونتو والمبني على نواة لينكس، في إنتاج نظام تشغيل جديد للهواتف النقالة حيث سيشهد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية تدشين أولى الأجهزة العاملة بهذا النظام. النظام الجديد لا يعتمد على وجود أزرار في الجهاز وإنما يستعيض عنها بتمرير الأصبع على حواف الشاشة، فالحافة اليسرى تعني عرض أبرز التطبيقات، واليمنى تعدد المهام، والحافة العلوية تعني شريط التنبيهات، أما أزرار التحكم بالتطبيقات فهي تظهر عن الحاجة لها، ويدعم النظام تطبيقات HTML5، والأوامر الصوتية، ويوجد فيه خدمة سحابية مدمجة لتخزين الملفات ومزامنة جهات الاتصالات والموسيقى، وهذه الخصائص تجمع أفضل ما في نظام أبل ونظام أندرويد. في نظام تشغيل أوبونتو اختفت فكرة سطح المكتب الموجودة في الأنظمة الأخرى، فالنظام يعتمد على شاشات متعددة لعرض لاستخدام عدد من الوظائف منه آخر النشاطات، وآخر التطبيقات، ودليل الاتصالات من مكالمات مرسلة ومستقبلة وفائتة، إضافة إلى شاشة خاصة بآخر عمليات البحث. السؤال الأبرز والأهم الآن هو هل تنجح أوبونتو في اقتطاع نسبة من سوق الهواتف النقالة الذي تحتكره أبل عبر نظامه IOS وغوغل بنظام أندرويد، أم أنها ستترنح وتصبح عاجزة عن الاستمرار، قادم الأيام ستشهد منافسة حثيثة بين مايكروسوفت بنظامها ويندوز فون وأوبونتو فأيهما ينجح في البداية في اقتسام السوق مع أبل وغوغل؟.