الأمير عبدالعزيز بن سلمان ينوه بدعم العلماء فكرة التبرع بالأعضاء اعلن الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي خلال حضور ندوة دور المجتمع في مجال تعزيز التبرع بالأعضاء التي نظمتها ادارة العلاقات العامة والإعلام بالمستشفى التخصصي بالرياض، وأقيمت بفندق الفورسيزن، امس تبرعه بأعضائه ليقطع بذلك الجدل الذي يثار بين الحين والآخر حول مشروعية ورفض التبرع بالأعضاء دنياً، اذ صادق تبرعه على بطاقة التبرع الخاصة بذلك امام حشد من الحضور الامر الذي احدث تفعالاً كبيرا بين اوساط الحضور، حيث بادر الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تبرعه بالأعضاء مؤكدا ان ذلك تجديد لتبرع سابق. وأشاد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي "كلانا" الذي شهد فعاليات الندوة بدور العلماء في دعم فكرة التبرع بالأعضاء ومساهمتهم العلمية والفقهية في تبيين الجوانب الشرعية التي تحفز المجتمع للبذل والعطاء في هذا الجانب، سواء التبرع بالأعضاء او دعم الجمعيات الفاعلة في هذا المجال ابرزها جمعية "كلانا" التي تلقت فتوى بجواز استفادة مرضى الكلى من الزكاة التي كان لها بعد الله دور مهم وفاعل في ان تقدم الجمعية خدماتها الى ما يقارب 800 مريض وجزء منهم يصرف عليهم من الزكاة. وقال سموه ان عمليات زراعة الكلى من غير الاقارب زادت بالعام نحو 10% أي ما يقارب 73 حالة اضافية وزيادة عمليات زراعة الكبد بنفس النسبة وبما يقارب 30 حالة في العام. ابن حميد: التبرع بالأعضاء قضية محسومة شرعاً عبر فتوى من هيئة كبار العلماء وذكر سموه انه منذ 30 عاما استفاد من برامج الزراعة المختلفة مثل الكلى نحو 7660 عملية والكبد 1240 عملية والرئة 94 عملية والقلب 228 عملية والقرنيات 663 قرنية والبنكرياس 19 عملية. الى ذلك أكد الشيخ صالح بن حميد عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام خلال مشاركته بالندوة ان التبرع بالأعضاء قضية محسومة شرعا عبر فتوى من هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية، إلا ان ذلك يستلزم القطع بالوفاة الدماغية للمتبرعين، وهو ما يرجع فيه للأطباء ذوي الاختصاص. وقال الشيخ بن حميد ان مسالة موت الدماغ ما زالت محل نظر وطرح وتحتاج الى مزيد من البحث ليس من جانب فقهي بقدر ما هو التقاء فقهاء مع المختصين من الاطباء وعلماء التشريح، والتفريق بين الاغماء والموت الدماغي، والفرق بين حياة القلب وحياة الدماغ. ورأى الشيخ بن حميد ان الحكم في قضايا بها مصير للبشر يجب ان تكون من خلال المجامع واللجان والهيئات الشرعية، مطالبا بتكرار مثل هذه الندوات لتوعية كافة شرائح المجتمع. د. القصبي يجدد مبادرته بالتبرع بالأعضاء من جهته، رفض الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء استغلال المحكوم عليهم بالقصاص وتبرعهم بالأعضاء، وقال في هذا الاطار: "اخلاقيتنا لا تدعونا الى استضعاف المحكوم عليه، ونخضعه للتبرع، فعليه عقوبة مقابل جريمة لها حدود محددة ولا يتعداها". وحث آل الشيخ الطواقم الطبية على الإيضاح والإفصاح لعموم المجتمع عن آلية التعامل مع مثل هذه المسألة، وخاصة من حيث اهتمامهم بالجسد وان لا يتعجل في اقرار حالة الوفاة الدماغية، بل هناك مراحل تنطوي عليها الفتوى، ثم التعامل مع هذا الجسد في احترامه وعدم كشفه بالصورة المزرية التي لا ترضي احدا من ذويه. الى ذلك بين الدكتور محمد بن إبراهيم محمد السبيل رئيس برنامج زراعة الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث رئيس قسم جراحة وزراعة الكبد، ان معايير تحديد الوفاة الدماغية وتشخيصها اصبح امر يسيرا لدى الاطباء في التفريق بينها وبين الغيبوبة، وقال ان الفرق بينهما شاسع وسهل التشخيص. وأضاف الدكتور السبيل ان نجاح اول عملية زراعة كبد ناجحة اجريت منذ 50 عاما، وقال ان النظر لمريض الكبد في السابق كان مثل مريض السرطان الذي هو ميؤوس من شفائه وتحول اليوم الى مرض يمكن ان يعيش فيه المريض حياة طبيعية بعد عملية الزراعة مستعرضا اول عملية زراعة كبد اجريت عام 2002م. وشارك الدكتور فيصل شاهين مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء خلال الندوة، وذكر ان في المملكة تجرى من 3 الى 4 عمليات يوميا لزراعة الاعضاء على مدار العام، لافتا الى وجود نقص عالمي في زراعة الاعضاء فكل 10 افراد يحتاجون الى عضو لا يجد منهم إلا شخص واحد لإنقاذ حياته، والبقية التسعة افراد غير محظوظين. وأوضح الدكتور شاهين ان جميع عمليات زراعة الاعضاء بالمملكة تجرى بمستشفيات حكومية وأطباء موثوق بهم. ونوه الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في كلمة له بالحضور الكبير الذي حظي به مؤتمر زراعة الاعضاء الذي تم خلال الثلاثة ايام الماضية وذكر ان العدد تجاوز 3700 مشارك يمثلون 27 دولة. المشاركون بالندوة وأشار الى ان مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يمتلك ستة برامج نشطة في زراعة الأعضاء، حيث يتكئ على تجربة عريقة في هذا المجال منذ العام 1981م حين انطلقت أولى تلك البرامج عبر برنامج زراعة الكلى، ثم بدأت تتوالى برامج زراعات الأعضاء الأخرى تباعاً وهي، زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية، وزراعة القلب، وزراعة الرئة، وزراعة الكبد، بينما كان آخرها برنامج زراعة العظام الذي انطلق في شهر مارس 2010م بعد أن جرى تأسيس بنك للعظام بمواصفات عالمية. وبين ان المستشفى قام خلال العام الماضي بإجراء (760) عملية زراعة؛ منها (167) عملية زراعة نخاع عظم للكبار، و(168) عملية زراعة نخاع عظم للأطفال، و(261) عملية زراعة كلى، و(101) لزراعة الكبد، و(19) عملية زراعة قلب، و(14) عملية زراعة رئة، و(30) عملية زراعة عظم، وكانت نسبة نجاح هذه العمليات مماثلة للمراكز العالمية. وأوضح أن عدد عمليات زراعة الأعضاء في المستشفى ارتفعت بنسبة (84%) في عام 2012م عن عام 2005م، ما ساهم بصورة كبيرة في تخفيف معاناة هؤلاء المرضى وتجنيبهم مشاق السفر طلباً للعلاج بالخارج.