ثمة تساؤل من قارئ عزيز ومتابع.. يرمز لاسمه في تعليقاته على مقالات كُتاب جريدة الرياض.. ب ربيع الورد.. أبدأ سوانح اليوم.. بالإجابة عليه.. عن الحساسية من البنسلين.. هل تتغير أم تضل ثابتة مدى الحياة.. والتي يجب على من سيحقن به (البنسلين) أن يجري فحص لوجود الحساسية من عدمها.. أقول لربيع الورد انها ستبقى مع هذا الإنسان مدى الحياة.. وكل من أجرى فحص حساسية البنسلين يجب عليه ألا ينسى.. كما حدث مع المريض في سوانح الماضية.. كفحص تحديد فصيلة الدم.. إن كانت أو زايد أو بي ماينص مثلاً.. فلن تتغير مدى الحياة أيضا.. فكل واحد منا تجد نوع فصيلة دمه مكتوبة في بطاقة أحواله.. وغيرها من أوراق ثبوتية.. وما ينطبق على البنسلين.. ينطبق أيضا على مرض مثل الحمى المنجلية والثلاسيميا.. إن شُخصت لدى شخص ما فسيضل المرض معه مدى الحياة.. ماعلينا.. فأدخل في صلب الموضوع.. حيث كان حديث سوانح الأسبوع الماضي عن الطفلة البريئة رهام.. والشاب الذي نقل لها دماً ملوثاً بالإيدز.. والذي صرح لإحدى القنوات التلفزيونية بأنه تبرع لمستشفى وزارة الصحة ثلاث مرات خلال الأشهر القليلة الماضية.. وفي كل مرة يشكرونه على التبرع ولا يخبرونه بأنه مصاب بالإيدز.. وهو أمر غريب حقاً.. حيث يقول انه علم بإصابته بالمرض عن طريق الإعلام.. وأنا أقول (إن صدق قوله) خوش مختبرات.. فبنك الدم يستلم دماء المتبرعين.. ويضخها في شرايين من يحتاجونها.. ولا داعي لفحصها.. فالثقة موجودة في من تبرع.. ووجود دم ملوث.. لن تزيد نسبته عن الواحد في المئة.. ناهيك عن أن المختبر يُحسن الظن في من تبرع بأن صحته جيدة.. فما بالكم بالإيدز.. فهو نادر في مجتمعنا.. والدليل ما أصاب رهام.. وقبلها الشاب الذي نقل لها المرض.. عندما انتشر الخبر في الإعلام.. ماعلينا.. وأعود لمن تبرع بدمه.. لأختم به سوانح اليوم.. فأغرب مافي موضوع رهام قول صاحب الدم الملوث بالإيدز أنه تبرع ثلاث مرات بالدم.. من غير أن يعرف أنه مصاب بالإيدز.. والحالة تلك ينطبق عليها قول الحكمة القائلة إن كنت تدري (مختبر وزارة الصحة) فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تدري (مختبر وزارة الصحة) فالمصيبة أعظمُ.. وحيث أن مختبرات وزارة الصحة استقبلت دماً ملوثاً بفيروس الإيدز لثلاث مرات.. لا يعرف المُتبرع به أنه مصاب به.. إلا عندما نُقل لرهام الطفلة البريئة.. فكانت المصيبةُ أعظمُ.. والله وحده أعلم بما قد يكشف لنا المستقبل من حالات كحالة رهام لاسمح الله.. ويؤيد ذلك قول مأثور أيضاَ.. يعرفه الجميع.. تقول صيغته: ما خفي كان أعظم.. أو الخافي أعظم.. وربنا يستر.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.