الأسواق السوداء.. أو تجارة البقشة.. وجهان لعملة واحدة هي تجارة السيدات الأفريقيات اللاتي يقمن بالبيع على طرقات المعتمرين في مركزية مكةالمكرمة وفي ذروة توافد المعتمرين حيث موسم العمرة. عشرات الأفريقيات ممن يزاولن البيع داخل نفق السوق الصغير الأرضي الذي يعتبر محطة مهمة لحافلات نقل المعتمرين بين الفنادق والحرم المكي بين صلاتي المغرب والعشاء لغياب فرق مراقبة الأسواق من قبل البلدية المختصة وارتفاع أعداد المعتمرين الذين يحرصون على أداء فرضين متقاربين في التوقيت حيث تنقلهم سيارات خاصة وهن ينقلن بضائعهن من الخردوات والملابس النسائية والأحذية والأغطية وسجادات الصلاة وملابس الأطفال والخواتم والسبح لعرضها على قطع من القماش فيما تبلغ معاناة المعتمرين الذروة أثناء المرور. يقول سليمان الحسيني: هذه التجارة موجودة فقط منذ 3 أشهر حيث تضيق بسطات السيدات طريق مرور المعتمرين والمصلين في صورة قاتمة السواد لغياب الدور الرقابي، مشيراً إلى قيامه بالتبليغ أكثر من مرة عبر هاتف عمليات الأمانة لكن دون جدوى. ولفت محمود رزمي "معتمر" الى أن بسطات السيدات تتكرر في صلاة الفجر لاستغلال عدم تواجد مراقبين للأسواق كما تظهر عقب صلاة الجمعة فيما تبلغ معاناة المعتمرين الذروة أثناء مرور عربات العجزة وكبار السن باتجاه السلم الكهربائي المؤدي لساحات الحرم المكي. واشار يوسف ناظر الى أن بسطات الأفريقيات طالت واجهات الفنادق ومداخلها وكأننا في أسواق بدائية لا تعرف التنظيم . وتبرز صورة استثمار العمالة الوافدة والمتخلفة وبعض المعتمرين الذين خلعوا رداء الإحرام لمزاولة البيع بعد أن وجدوا الباب مفتوحا على مصاريعه لمزاولة الممنوع. وأظهرت جولة "الرياض" أن 95% من البائعات من الشابات الأفريقيات اللاتي يقمن بطريقة غير نظامية فيما قدر عددهن وفقاً لمشاهدات الصحيفة بأكثر من 30 سيدة وفتاة أفريقية. وتقول بائعة أفريقية: أرفض العمل كخادمة بأجرة شهرية لا تتجاوز 1200 ريال في حين أن العمل كبائعة يوفر مزيداً من المال والوقت حيث لا تزيد فترة مزاولة البيع عن ساعتين يوميا. ولا حل أمام محمد قايد متخصص في العمل الخيري لتجاوز الظاهرة بأسلوب حضاري من إنشاء أكشاك فاخرة لبيع مستلزمات المعتمرين لأبناء الأسر المحتاجة والمنتجة يسبقها بحث اجتماعي وبإشراف الجمعيات المرخصة لفرض عودة أبناء المواطنين إلى سوق العمل وفي واجهة مهمة أمام الوافدين من العمار. معظم المستهلكين من معتمري الخارج بسطات تسد طريق المعتمرين