بين سلمان بن عبدالعزيز والتاريخ الوطني علاقة امتدت عمر سموه فقد كان منذ صغره مغرماً بتاريخ الوطن الشاسع.. والمتابعون للقاءات سموه الكريم مع الشخصيات المحلية من مواطنين وأكاديميين وباحثين يدركون العمق التاريخي الذي تختزنه ذاكرة الأمير وتسترجعه بعفوية وتلقائية مباشرة.. ولعل دارة الملك عبدالعزيز العامة التي انتقلت من مجرد قاعات تذكارية تحمل بين جنباتها عددا من الصور والمقتنيات التذكارية التي تحمل العمق التاريخي لمؤسس الوطن العزيز الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه .. إلى منشأة تحمل بعدا وطنيا عاليا في البناء الاستراتيجي والعمل التخطيطي المنظم الأمر الذي جعل مجلتها العلمية تنافس أقوى الدوريات العلمية المتخصصة في عمق التاريخ الوطني وجعل من برامجها وأنشطتها مشهدا علميا بارزا ساهم بفاعلية في رصد وتوثيق التاريخ الوطني.. وما عمليات تسجيل التاريخ الشفوي التي نفذتها الدارة باقتدار إلا خير دليل على عناية صاحب المبادرات التاريخية الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالمسألة التاريخية وعندما فكر الوطن برصد وتوثيق تاريخ الحرمين اعتلى سموه اللجنة التي تهتم بذلك التاريخ وقدم توجيهاته السديدة حول آليات التنفيذ التي تضمن التميز في الرصد والتوثيق والمتابعة.. وعندما يتم الحديث حول الشأن المحلي يندهش الحاضرون بعمق ثقافة الأمير في سرد مشاهد التاريخ الوطني ولعل محاضرة سموه الشهيرة حول الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أكبر شاهد على الولوج العميق في تفاصيل تفاصيل التاريخ الوطني الذي نفخر به. اليوم يدشن الأمير سلمان بن عبدالعزيز مشهداً آخر من مشاهد التاريخ الوطني عندما يرعى حفظه الله معرض وملتقى الصور التاريخية في الصحافة السعودية.. ذلك المعرض والملتقى الذي جاء كفكرة غير مسبوقة من الأمير سلطان بن سلمان رئيس مؤسسة التراث الخيرية التي اعتنت هي الأخرى بتوجيهات سموه بمسألة رصد وتوثيق ذاكرة الوطن من خلال الأرشيف الوطني للصور التاريخية وهو إنجاز عميق الفكرة وطني الهدف عمومي المشاركة والتفاعل الذي جعل منه متزامنا مع فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب ما يمكّن أكبر عدد من أبناء وبنات الوطن ناشدي المعرفة وطالبي المعلومة من زيارته والتعرف على محتوياته. دام وطن الشموخ والعز، ودام سلمان بن عبدالعزيز حارساً لتاريخنا الوطني ومؤصلاً له ودام الجميع بخير. *مساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية