قرأت موضوع المبدع الأستاذ عبدالله بن بخيت يوم الاثنين بتاريخ 8-4-1434ه، العدد 16310، والذي يحمل عنوان "هل تنمي عقل ابنك أم تسمح للآخرين بتحطيمه؟" عن دور بعض المشايخ في تعطيل عقل وتفكير الشباب من قصص لا منطقية وسحر الشفاء، حيث يبصر الكفيف ويمشي المشلول وينطق الأبكم، ويسلم الكافر فى ثوان من تمييزه بين سورة قرآنية كريمة وسورة التفاحة المبتدعة!! كثير من القصص أسمعها من هذا القبيل. آخرها أن إحداهن ماتت وهي تلبس البنطلون وعند غسلها استعدادا لدفنها أبى البنطلون أن يخرج من جسمها واختلط بجلدها! وبالطبع المغزى هنا تحريم لبس البنطلون!! لو قارنا بين تأثير الدش الذي حاربناه كثيراً والانترنت والقنوات الفضائية التى يحاربها هؤلاء ثم يظهرون فيها وتصبح مرتعهم المفضل!! لو قارنا السفر للغرب حيث يسافر هؤلاء ويتمتعون بالحدائق والمناظر الخلابة وينشرون صورهم من زاويا مختلفة وبملابس متنوعة! لوجدنا أن كل ما سبق ذكره وبما فيه الغرب ليس هو سبب ضلال شبابنا وانحرافهم!! إن تأثير المتشددين فى الدين أكثر ضرراً من كل ذلك. لم ينتمِ شبابنا لجماعات إرهابية بسبب القنوات الفضائية، لم يدمروا ويقتلوا ويجاهدوا جهاداً ضالاً إلا بسبب ما تقدمه هذه الفئة لهم من مواد تغسل الدماغ، وتعدهم بالحسنى وحور العين فى الجنة، لينصرف بعدها الشباب وهم يهللون ويكبرون ولا يتورعون عن وضع متفجرات في أجسادهم البريئة تقتل غيرهم وتمزقهم إلى أشلاء مدمية تحرق قلوب آبائهم وأمهاتهم!! دفعات من الشباب تخرجها هذه الفئة المتشددة وتدفعهم إلى الموت الرخيص في ربيع حياتهم غير مبالين بالجرم الذي تقترفه أيديهم!! الغريب والسؤال الذي يحيريني: إذا كان هؤلاء متأكدين بأن هؤلاء الشباب سيذهبون إلى جنات النعيم وسيحظون بالحور العين، فلماذا لا يذهبون معهم؟ لماذا لا يرسلون أولادهم وحتى أحفادهم!! أم أنهم ينتظرون الدفعة الأخيرة؟ وبعد أن يطمئنوا أن الكل قد سبقهم!! المهم؛ ماذا تنتظرون من بعض الشباب؟ أولاً؛ تعليم مدرسي وجامعي يقوم على الحفظ والتلقين، وثانياً؛ فئة أخرى تتابع عملية غسل أدمغتهم ومحو ما تبقى فيها من تفكير وتوهمهم بالوصول إلى جنات الخلد والحور العين بحزام متفجر، فإن نجوا من جهل الأولى وقعوا فى براثن الثانية!!