دارت اشتباكات امس في عدد من المدن والبلدات قرب دمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على محيط العاصمة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد في بريد الكتروني عن "اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في مدينة داريا (جنوب غرب) التي تتعرض بعض المناطق فيها للقصف من قبل القوات النظامية". من جهتها، اشارت لجان التنسيق المحلية الى ان "قصفا مدفعيا وصاروخيا استهدف داريا وبشكل مركز على الجزء الغربي" من المدينة التي تحاول القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها، وتستقدم لهذه الغاية تعزيزات في شكل شبه يومي. وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات مستمرة منذ منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء في مدينة الزبداني (شمال غرب) وعلى "اطراف مدينة زملكا (شمال شرق) من جهة المتحلق الجنوبي"، وهو طريق سريع يفصل بين دمشق وريفها من جهة الشرق والجنوب. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في ريف دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد لهجماتهم تجاه العاصمة. وامس، تحدثت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد، عن "محاولة جديدة لاختراق امن العاصمة"، موضحة ان الجيش النظامي قتل "الارهابيين بالمئات"، وهي العبارة التي يستخدمها النظام للاشارة الى المقاتلين المعارضين. واشارت الى ان المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة في أطراف حي القابون شهد ليل الاثنين "محاولة جديدة لغزو العاصمة بدأت كالمعتاد بتفجير انتحاري ضخم جدا تلاه انفجار آخر قبل أن يبدأ الغزو الذي سرعان ما انتهى بحصيلة قدرت بما يتجاوز المئة قتيل في صفوف الغزاة". وقالت ان هؤلاء "نفذوا عمليا انتحارا جماعيا عند مدخل دمشق التي ستبقى منيعة عليهم". وفي محافظة حلب (شمال)، قتل ستة مقاتلين معارضين بعد منتصف الليل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب. وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 134 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا. على صعيد اخرأعادت السلطات الإسرائيلية إلى سوريا ستّة من أصل الجرحى السوريين السبعة الذين نقلوا إلى إسرائيل لتلقي العلاج في مستشفى زيف بصفد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية امس أن الجرحى الستة أعيدوا إلى سوريا مساء الثلاثاء، فيما لا يزال جريح سابع يخضع للعلاج ووضعه دقيق. وأشار الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن السوريين لم يدخلوا من معبر القنيطرة الذي يستخدم عادة في الحالات الإنسانية، بل مرّوا على الأرجح من إحدى البوابات الحدودية الجانبية. وأوضح أنه لم يتم تنسيق العملية مع الصليب الأحمر بما أن المرور رسمياً من معبر القنيطرة يتطلب التنسيق مع نظام الرئيس بشار الأسد من خلال قوات الأندوف (قوة الأممالمتحدة المكلفة مراقبة فض الاشتباك في الجولان)، ما كان من شأنه تعريض الرجال للخطر. ونقل عن مصدر قوله إنه تمت إعادة السوريين بطلب منهم بعد أن حصلوا على العلاج. ولا يزال السوري السابع، الذي وصفت إصابته بالبالغة، يعالج في المستشفى.