هدد النظام السوري الاثنين باستخدام الاسلحة الكيميائية في حال تعرضه لهجوم خارجي، ما دفع باراك اوباما الى تحذير دمشق من هذا "الخطأ المأسوي"، فيما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق وحلب بشكل خاص بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محاولة من الطرفين للسيطرة على اكبر مدينتين سوريتين. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي امام الصحافيين واقر فيه للمرة الاولى بامتلاك سوريا لأسلحة كيميائية "لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الاسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي". واشار الى ان "هذه الأسلحة على مختلف انواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر". الا ان الخارجية ما لبثت ان وزعت بيانا جديدا على وسائل الاعلام ادخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه "ان اي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها -ان وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية". ولم يتأخر الرد الاميركي اذ قال الرئيس باراك اوباما "بالنظر الى مخزون الاسلحة الكيميائية للنظام (السوري)، نسعى الى افهام الاسد واوساطه ان العالم ينظر اليهم وانه ينبغي محاسبتهم امام المجتمع الدولي والولايات المتحدة اذا ارتكبوا الخطأ المأسوي باستخدامها". وكان المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل اعتبر ان على السوريين "الا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية"، واصفا هذا الاحتمال بانه "غير مقبول". وفي السياق نفسه اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين ان هذا التهديد السوري امر "غير مقبول". كما اكد نظيره الالماني غيدو فسترفيلي ان "التهديد باستخدام اسلحة كيميائية امر وحشي"، لافتا الى ان هذا الامر يظهر الموقف "غير الانساني" لنظام بشار الاسد. وفي بيان اصدره الاثنين، اعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه البالغ من اللجوء المحتمل" الى هذه الاسلحة. تشييع مواطن سوري قتل في قصف حكومي بمحافظة ادلب(رويترز) من جهته اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان احتمال استخدام اسلحة كيميائية في سوريا سيكون "امرا مدانا". وحذر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين في انقرة من ان نظام الاسد قادر تماما على استخدام مخزونه من الاسلحة الكيميائية، وقال عبد الباسط سيدا اثر لقائه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان "النظام الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساء من السهل جدا أن يستخدم الأسلحة الكيماوية". ميدانيا، ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين أمس الاثنين لتتركز في القدم (جنوب العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصا، ما ادى الى سقوط 52 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، هم 24 مدنيا و12 مقاتلا معارضا، بالاضافة الى ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية قتلوا خلال اشتباكات في محافظات حلب وحمص وريف دمشق ودرعا. واعلن قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي مساء انه تم "تحرير" عدد من احياء مدينة حلب في شمال سوريا، وان الجيش النظامي يواصل قصف هذه الاحياء من خارج المدينة. وكان المرصد لفت الى ان العاصمة السورية تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بساتين حيي القدم وكفرسوسة. وافاد المرصد ان القوات النظامية في دمشق نفذت حملة مداهمات في منطقة بساتين الرازي في احياء المزة ونهر عيشة ومنطقة اللوان في حي كفرسوسة في غرب العاصمة، ترافقت مع "عملية تنكيل بأصحاب المحال والمنازل المداهمة". في مدينة حلب شمالا ذكر المرصد السوري ان "اشتباكات دارت في حي الحميدية بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة"، لافتا الى ان احياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور تشهد حالة نزوح واسعة. في محافظة حمص (وسط)، اشار المرصد الى تعرض مدينة الرستن للقصف من القوات النظامية "التي تحاول اقتحام المدينة"، مضيفا ان قصفا يطال ايضا مدينة حمص وتحديدا احياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح واحياء حمص القديمة. وافادت الهيئة العامة الى "تجدد القصف بشكل عنيف بالطيران المروحي وراجمات الصواريخ في تلبيسة"، مشيرة الى انه يتركز على حي المسجر الجنوبي ما ادى الى تهدم منازل عدة وتصاعد سحب الدخان في سماء المنطقة. وذكرت لجان التنسيق ان منطقة قلعة الحصن شهدت "قصفا مدفعيا عنيفا" على حارة التركمان من قرى قميري والمصيدة بالشيلكا والمدفعية الثقيلة، في ظل تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام. في محافظة ادلب (شمال غرب)، اشار المرصد الى تعرض مدينة معرة النعمان في الريف الى قصف عنيف، في حين تتعرض بلدة سرمدا للقصف من القوات النظامية المنتشرة في ساحة معبر باب الهوى على الحدود السورية- التركية. واشار المرصد الى تعرض بلدات عدة في درعا (جنوب) للقصف، والى اشتباكات في مدينة درعا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وفي القنيطرة افادت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في جباتا الخشب. وذكرت مصادر امنية اسرائيلية لوكالة فرانس برس ان قذيفة هاون اطلقت اثناء معارك بين مقاتلين معارضين والجيش السوري سقطت الاثنين على بعد مئات الامتار من الحدود مع هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل.