يبدو المدرب الأرجنتيني (روميو) المدير الفني لفريق نادي الشباب متفائلاً، والابتسامة لا تفارق محياه. قبل ساعات من المباراة الحاسمة التي ستجمعه بالهلال في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم اليوم. ويؤكد (روميو) على صعوبة المباراة للفريقين، وضرورة تحقيق الفوز للشباب انصافاً بصدارة الدور التمهيدي بجدارة وأهمية أن يتكرر الترتيب العام لفرق الدوري بعد نهاية مباراة اليوم عنه قبل انطلاق المربع الذهبي الذي وضع الشباب في المركز الأول. (روميو) شدّد على جاهزية فريقه وتمكنه من تجاوز غيابه عن المباريات الرسمية بالعمل الجاد والتدريبات المكثفة واللقاءات الودية التي جعلته يؤكد أن فريقه سيكون حاضراً اليوم، وفي الأسطر التالية يجيب المدرب الأرجنتيني على الكثير من التساؤلات حول مواجهة القمة. ٭ كيف وجدت الشباب بعد أن استلمت المهمة بدلاً عن البرازيلي (زوماريو) في منتصف الموسم الكروي؟ - تابعت الشباب منذ الموسم الماضي، وحين أشرفت على الفريق كان وقتها يحتل المركز الأول في الدوري مع (زوماريو) والشباب هو أكثر الفرق السعودية التي كنت أحضر لها مباريات بسبب وجود عدد كبير من لاعبيه ضمن منتخب الشباب الذي أشرفت عليه الموسم الماضي، والشباب قبل مجيئي كان المتصدر وأي مدرب حتى لو أن (زوماريو) نفسه استمر مع الشباب فإنه سيعمل على تصحيح الأخطاء وإذا كان هناك توجهات يحرص على أن يسديها اللاعبين، فينبه اللاعبين للاهتمام بما يحتاجون إليه ويحذرهم من الأمور التي تعطل قدراتهم، وتقلل من فرص عطائهم بالشكل المأمول منهم. ٭ الشباب والهلال وصلا إلى نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بقيادة فنية أمريكية جنوبية، هل هذا أحد الأدلة على أن هذه المدرسة هي الأنسب للاعب السعودي؟ - بغض النظر عن هذا الحدث أو هذه البطولة، من وجهة نظري أن المميزات والعوامل التي تسير عليها الكرة في أمريكا الجنوبية تتلاءم مع اللاعب السعودي بخلاف المدرسة الأوروبية التي يتميز لاعبوها بالقوة الجسمانية والتي لا تتوفر في طبيعة اللاعب السعودي، والذي يحصل على القوة من خلال التدريبات بينما ما يميز اللاعب السعودي هو الموهبة والامكانات الفنية والسرعة التي يشبه بها اللاعب في أمريكا الجنوبية. ٭ هل اللاعب السعودي ومن خلال تجربتك السابقة مع منتخب الشباب يتضجر من التدريبات اللياقية، وكيف تعالج هذا الخلل الخطير؟ - بصراحة في نادي الشباب اللاعبون معتادون على التدريبات اللياقية وفي فترات الصباح والمساء لذلك حين يطلب منهم أداء التدريبات الشاقة في أي وقت يتقبلونها بصدر رحب، ولا أجد عبوس اللاعب الشبابي من تدريبات الصباح مثلاً حين كنت مديراً فنياً لمنتخب الشباب، وللمعلومية فمع منتخب الشباب كان اللاعب القادم من نادي الشباب في وضع لياقي متميز يفوق حالة لاعبي بقية الأندية بسبب اعتيادهم في ناديهم على طريقة عمل صحيحة، والمفترض أن يتم الاجتماع باللاعبين في الأندية وتنبيههم في سن مبكرة بأن عطاء اللاعب لا يتجاوز (5٪) مما هو منتظر منه بسبب ضعف اللياقة وعدم الاهتمام بها، وحين يتحسن ذلك تدريجياً سيرتفع مستواه بصورة ملحوظة والحقيقة أن هذه هي مسؤولية القائمين على الأندية في مختلف الدرجات من إداريين ومدربين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية توعية اللاعبين منذ الصغر وتعويدهم على اللياقة وفرضها بصورة تجعل اللاعب هو الأكثر رصاً وإدراكاً لأهمية الرفع من مستواه اللياقي وتحمل المشاق من أجل مستقبله الرياضي، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام في الأندية بالبراعم وعدم الاكتفاء فقط بالنواحي الفنية، بل التركيز على الجانب اللياقي حتى يعتاد على ذلك مبكراً ويصل إلى الفريق الأول جاهزاً ولديه الاستعداد التام لتحمل التدريبات اللياقية لا أن يضطر الجهاز الفني ليبدأ معه من الصفر ويجده غير قادر على تحمل مثل هذه التدريبات. الشباب الوحيد الذي لا يعاني من هذه المشكلة. ٭ يؤرق الشبابيين الطامحين في إحراز الكأس عدم ثباتك على تشكيلة معينة قد تفقد الانسجام المطلوب في المرحلة الحاسمة؟ - التغيير في التشكيل الأساسي مطلوب بسبب الحاجة إلى التنويع في طرق اللب بالنظر إلى الفريق المقابل فأسلوب (4-4-2) يختلف عن (4-5-1) وهذا الاختلاف يتطلب اختيار اللاعب المناسب لكل طريقة. وإنما لا أخفيك أن أي مدرب يتمنى الثبات على تشكيلة واحدة، لكن الفرق المقابلة والحاجة إلى التغيير في العنصر والتكتيك يفرض عدم تحقيق هذه الأماني ولا تنسى كذلك الإصابات ودورها في تغييب لاعبين والاضطرار إلى الاستعانة بالبدلاء. ٭ هل كنت تتمنى مقابلة فريق غير الهلال في المباراة النهائية؟ - لا.. لم أفكر أبداً في مثل ذلك فجميع الفرق التي تأهلت للمربع الذهبي قوية، ولن أكون صادقاً لو قلت إنني كنت أفضل فريقاً دون آخر فأمامي مباراة نهائية سأواجه فيها الهلال الذي وصل لهذه المرحلة بجدارة. والشباب وصل منذ فترة طويلة بتصدره للمسابقة مباشرة للنهائي. ونحن نعد العدة وتحضيراتنا لا تتغير سواء كان الهلال طرف أم لا. ٭ لكن تاريخ (الحسم) بين الهلال والشباب لمصلحة المنافس خاصة في المباريات التي تقام بالرياض ألا تخشى من عامل (التوفيق) الذي يقف إلى جانب فرق ضد أخرى، بالنظر إلى تاريخ الفريقين؟ - الحظ أو التوفيق ليس كل شيء في لعبة كرة القدم، بل هي عنصر مساعد فقط فالأهم أن يكون الفريق جاهزاً من جميع النواحي الفنية واللياقية فإذا اختفت هذه الجوانب الأساسية لن يكون ل«الحظ» أي قدرة في فعل شيء. لذلك أرى أن «الحظ» مساعد لا يتجاوز (10٪) لتحقيق أي فريق ما يريد. ٭ ماذا عن إصابة (أترام) وما تقييمك لأجانب الفريق؟ - آمل أن يكون (أترام) جاهزاً لأنني بحاجة لجميع اللاعبين، وبخصوص الأجانب الوقت القصير الذي أمضيته معهم يجعل من الصعب علي الحكم النهائي وتقييمهم، لكن بصراحة أنا سعيد بوجودهم وأتمنى استمرارهم جميعاً الموسم القامد. ٭ ألا تخشى من الجوانب السلبية لإغلاق التدريات وأثرها على اللاعبين؟ - لا بالعكس.. في ذلك مساهمة كبيرة في خلق الارتياح المطلوب للاعب قبل مباراة حاسمة. ٭ ابتعاد الشباب عن أجواء المباريات بعد تصدر المسابقة بخلاف المنافس الهلال، هل سيكون مبعث خطر على الشباب؟ - فريقي يؤدي التدريبات بصورة ممتازة وخضنا مباراتين قويتين مع الإسماعيلي المصري وأعتقد أننا جاهزون لمواجهة اليوم. ٭ كلمة أخيرة. - آمل أن تتوج جهود أعضاء فريق الشباب ومسؤولي النادي الذين يتابعون كل شيء بتحقيق البطولة، فنحن المتصدرون وهذا وحده دليل على أحقية الشباب بالبطولة وأتمنى أن لا نكون ضحية ظرف طارئ في مباراة واحدة كرصابة أو ضربة جزاء أو أي شيء آخر. وأعتقد أن الشباب والهلال اليوم بكل ما يملكنانه من قدراته فنية ولاعبين مميزين قادرين على تقديم متعة كروية في ختام الموسم الرياضي.