سلمت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة جائزة "ابن بطوطة لأدب الرحلة" وذلك في احتفالية أقيمت بمتحف البحرين الوطني صباح أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات البحرين عاصمة السياحة العربية لعام (2013) وسط حضور مجموعة من وزارء السياحة العرب ورئيس منظمة السياحة العربية الشيخ بندر الفهيد وجمع من الأدباء والأكاديميين والإعلاميين من الخليج والعالم العربي. جائزة "ابن بطوطة" التي انطلقت قبل عشر سنوات في دولة الإمارات الشقيقة، قدمت هذا العام، جائزة فئة تحقيق (الرحلات الكلاسيكية) للدكتور المصري محمد حرب وابنته، الدكتورة تسنيم محمد حرب عن ترجمة وتحقيق مخطوط في خمسة أجزاء حول رحلات عثمانية في الجزيرة العربية والهند وآسيا الوسطى ما بين القرنين السادس عشر والعشرين. وفي نفس الفئة فازت الباحثة مليكة الزاهدي من المغرب عن كتاب (رحلة السافر لهداية المسافر). أما في فئة (جائزة الرحلة المعاصرة) ففاز بها الكاتب المصري أحمد الهريدي عن كتاب (تونس البهية) أما جائزة الرحلة المترجمة ففاز بها المترجم السوري نعمان حموي عن ترجمته عن اللغة الإنجليزية، كتاب (السفر مع تشي غيفارا/ صناعة ثائر) تأليف ألبرتو غراندو، والذي رافق الثائر الأرجنتيني في رحلات ضمن أمريكا اللاتينية فيما عرب بمذكرات سائق دراجة نارية. أما فئة (جائزة اليوميات) ففاز بها الكاتب السوري فرج بيرقدار عن يومياته (يوميات السجن والحرية) وفي فئة (جائزة الدراسات) فاز الدكتور صالح المغيربي والمترجم الدكتور عبد النبي ذاكر من المغرب عن كتاب (رحلة الغرب الإسلامي). هذا وأشارت الدكتورة مي آل خليفة إلى أن فكرة تزامن تقديم الجائزة مع فعالية "البحرين عاصمة السياحة لهذا العام" لم تكن جديدة وإنما بحثت من قبل وتم مناقشتها مع أمين عام الجائزة سابقاً. وإجابة على سؤال ل "الرياض" حول أهمية ربط الثقافة بالسياحة، وما إذا كانت الثقافة صعبة التطويع لصالح السياحة، علقت الشيخة مي آل خليفة مجيبة بالقول: "أبداً، من الضروري جداً ربط السياحة بالثقافة". مضيفة: "البلدان التي لا تملك ثقافة لا يمكن أن تروج للسياحة، فالمواقع الأثرية والأنشطة الثقافية؛ كلها المقومات الأساسية للسياحة ودونها لا تستقيم السياحة"، مؤكدة أن إقامة مهرجان ثقافي واحد كفيل باستقطاب السياح.. "وهنا الثقافة والسياحة ليست "مولات تسوق" بل ما نعنيه هو عندما تكون الثقافة الأداة الأساسية للسياحة، والبلدان التي حققت تطوراً في ميدان السياحة هي الأبرز في استغلال الموروث التاريخي مثلما يفعل الأتراك في عملية الجذب السياحي النوعي لبلدهم". الفهيد: ساهم ابن بطوطة في تأسيس فكرة السياحة عند العرب أما الدكتور الشيخ بندر الفهيد رئيس منظمة السياحة العربية فأشار إلى أهمية شخصية الرحالة العربي ابن بطوطة في تدشين التفكير في السياحة منذ ذلك الوقت والالتفات إلى مقدرات العالم العربي منذ ذلك الوقت. وعن هذه الدورة الجديدة للجائزة، أشار مدير عام جائزة ابن بطوطة الشاعر السوري نوري الجراح، ل "الرياض"، أن الجائزة أنجزت ثماني دورات منها وكل دورة فاز بها عدد من الكتاب ممن حققوا وكتبوا أدب الرحلات العربية في البلاد العربية أو العالم. مؤكدا أن تراث الرحلة العربية ممتد منذ 1000 عام، منذ رحلة ابن فضلان إلى بلاد الصقالبة ورحلة أبو دلف المسعري من الجزيرة العربية في ينبع البحر إلى الصين. واقترح الجراح إقامة حفل تسليم جائزة ابن بطوطة كل عام بالتزامن استضافة كل بلد عربي لفعاليات العاصمة السياحة العربية. وأشار الجراح خلال حفل الجائزة إلى أن جائزة ابن بطوطة محرض لاكتشاف كنوز المخطوطات في التراث العربي. مؤكداً أن أهمية الجائزة تكمن أيضاً في ربط تاريخ أهل المشرق بتاريخ أهل المغرب العربيين عبر هذه الرحلات التي وثقت لهذه العلاقة. وأشار أمين عام الجائزة إلى أنها حققت 340 مخطوطا عربيا وقدمت ل"60" شخصية عربية. نوري الجراح: تراث الرحلة العربية ممتد منذ ألف عام من جهته تحدث ل "الرياض": المحقق التاريخي الفائز الدكتور محمد حرب حول منجزة العلمي الفائز، قائلاً: "قدمت مخطوطات أصلية قادمة من مكتبة السلطان عبدالحميد في استطنبول، عندما قرر دراسة الجزيرة العربية بتفاصيل شديدة ومن أجل إقامة علاقات أوثق بالبلاد العربية، فبعث بضباطه الكبار وذهبوا وكتبوا عن القبائل بدقة شديدة"، مضيفاً: "ترجمت هذه المخطوطات وحققتها من اللغة التركية العثمانية إلى اللغة العربية". مؤلف الكتاب الفائز (تونس البهية) الكاتب أحمد الهريدي، تحدث عن كتابه الفائز، ل"الرياض" بأنه جاء ثمرة رحلات قضاها بين مجموعة مدن تونسية، وبعد كتاب أنجزه قبل ثورة تونس. وفي ختام الحفل، افتتحت الشيخة مي معرض كتب جائزة بن بطوطة في دوراتها السابقة، معلنةً داخل المعرض نية وزارة الثقافة البحرينية إعادة طبع جميع كتب (جائزة ابن بطوطة) لوضعها في مكتبة ستقام خصيصاً للسياحة العربية، في منطقة (باب البحرين) في العاصمة المنامة. الشيخة مي خلال تسليم الجوائز الناقد د. صلاح فضل والشيخ بندر الفهيد الشيخة مي آل خليفة تتحدث ل «الرياض» صورة تذكارية للفائزين برفقة الشيخة مي آل خليفة الشاعر قاسم حداد خلال الحفل جولة في المعرض على هامش الحفل الناشر ماهر كيالي أمين عام الجائزة نوري الجراح