احتفلت البحرين بحضور نخبة جيدة ومتميزة من المثقفين البحرينيين والعرب باختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية.. هذا الاختيار يأتي لبعض المدن العربية وهو تقدير لوصولها نحو واقع جديد في قدرتها السياحية.. البحرين تختلف كثيراً عن غيرها في هذا المجال؛ حيث بروزها السياحي ومعه كفاءتها الثقافية ليسا بالأمر الجديد، وليسا أيضاً مرحلة تطوير لواقع قصور سياحي أو ثقافي كانت تعيشه المنامة.. لنعد عشرات الأعوام وسنجد أنه في الوقت الذي كانت فيه مدن عربية تعاني من التخلف وصعوبة التحول إلى واقع التطورات العالمية في مدن معينة برزت المنامة كمدينة حضارية مبكرة الوجود ومتعددة القدرات ليس سياحياً فقط، وإنما اتساع القدرات الثقافية وما وُفّر لها من حريات.. جميعنا في تلك المرحلة نذكر كيف كان الوصول إلى المنامة أو بيروت هو وصول إلى مستوى من أوضاع المعيشة الجيدة وأن ما يفتقد من حريات في مجالات الرأي نجده كامل الحضور والانتشار في مدينة لا تدخل في موازين العدد السكاني أو التميز المساحي ولكنها مع بيروت كانتا مجال تعدّد امتيازات اختيار السائح أو المهاجر.. الفرق بين المنامة وبيروت أنها لم تستسلم لجهود تدخلات مشبوهة تسعى إلى تنوع العرقلة وكبح قدرات التطور، حيث عندما نجد أن المنامة وهي التي لها ماض مشرف للغاية يدين وضوحه وكفاءة أدائه ما كان يبذل الآن من محاولات تدخل وإعاقة على عكس بيروت التي تمكنت تدخلات مشبوهة من إعاقة منطلقات تطويرها، وتم غياب قدرات وطنية نزيهة اغتيالاً أو اعتزالاً ببعض وجوه.. بعض فقط.. مشبوهة النوايا.. أورد ذكر بيروت لأنها مدينة متواجدة في عواطف قلوبنا ونقدر لكثير من مسؤوليها وكتّابها رفض ما بذل مؤخراً من محاولات إساءة للمنامة وكذا لإيرادات البترول الخليجي وهو ما يجعلنا نتفاءل - إن شاء الله - بوصول بيروت إلى مستقبل أفضل.. نبحث عنه ونهتم به.. أما المنامة فبجهودها الخاصة فرضت كفاءة ردع لكل محاولات أتى معظمها من عناصر غير عربية، ومعروف عبر ما يحدث في مواقع أخرى أنها تمثل بعضاً من جهود دولية أخرى يهمها جداً أن تفرض تمزّق العلاقات العربية من ناحية وإعادة التخلّف من ناحية أخرى.. المنامة بكفاءة ما هي فيه وعقلانية ما تتوجه به أكدت أنها واصلت الحضور بل ومزيداً من التطوير لواقعها كمدينة تميّز ثقافي وسياحي بدوافع ولاء وطني نزيه الغايات والأفكار..