قال الأصمعي عن أبان بن ثعلبة مررت بامرأة بأعلى الأرض وبين يديها ابن لها يريد سفرا وهي توصيه فقالت: اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك وقليل إجدائه عليك أنفع من كثير عقلك إياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن ولاتجعل نفسك غرضا للرماة فإن الهدف اذا رمي لم يلبث ان ينثلم ومثل نفسك مثالا فما استحسنته من غيرك فاعمل به وماكرهته منه فدعه واجتنبه ومن كانت مودته بشره كان كالريح في تصرفها ثم نظرت فيه.. فقالت: كأنك ياعراقي أعجبت بكلام أهل البدر ثم قالت لابنها: اذا هززت فهز كريما فإن الكريم يهتز لهزتك وإياك واللئيم فإنه صخرة لاينفجر ماؤها وإياك والعذر فانه أقبح ماتعومل به وعليك بالوفاء ففيه النماء وكن بمالك جوادا وبدينك شحيحا ومن أعطى السخاء والحلم فقد استجاد الحلة ريطتها وسربالها انهض على اسم الله. وهذه وصية الملك المنذر لولي عهده قال المدائني قال المنذر بن المنذر لماحارب غسان بالشام لابنه النعمان يوصيه: إياك واطراح الاخوان واطراف المعرفة وإياك وملاحاة الملول وممازحة السفيه وعليك بطول الخلوة والإكثار من السمر والبس من القشر مايزينك في نفسك ومروءتك واعلم ان جماع الخير كله الحياء فعليك به وتواضع في نفسك وانخدع في مالك واعلم ان السكوت عن الامر الذي يعنيك خير من الكلام فإذا اضطررت اليه فتحر الصدق والايجاز تسلم ان شاء الله تعالى.