ظاهرة تاريخية نادرة أن نجد فريقا محليا ينجح في بسط سيطرته وفرض نفوذه على بطولات مسابقة كروية، بل ويهيمن على لقبها ويحتكرها لسنوات عدة كما فعل النادي الأهلي العملاق عندما تفوق في كأس الملك خلال حقبة تسعينات القرن الهجري الماضي وبلغ ذروة المجد حين كانت صفوفه تزخر بكوكبة نجوم كبار وأسماء رنانة جذبها اسم الأهلي الذهبي وأغراها بإمكاناته المادية القويه في ظل الدعم المعنوي والمادي السخي الذي كان يتلقاه من رائد الرياضة الأول والأب الروحي للأهلاويين الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) في تلك الفترة. قبل ذلك كانت البطولات الكروية في النصف الثاني من السبعينات وحقبة الثمانينات الهجرية تظفر بها أندية الوحدة والاتحاد والأهلي والهلال والاتفاق حتى عام 1388ه، ثم بدأت بعدها رحلة الاحتكار الأهلاوي لكأس الملك على مرحلتين حصد فيها سبع بطولات لكأس الملك: الأولى عام 1389ه واستمرت حتى موسم 1393 ه، فيما بدأت المرحلة الثانية عام 1397 ه أمام الهلال واستمرت حتى نهاية عقد التسعينات بأروع إنجاز وأجمل انتصار توج على إثره الفريق الأهلاوي أمام منافسه التقليدي وغريمه الأبدي الاتحاد برباعية تاريخية ولا في الخيال شهدها أستاد الملز في ذلك النهائي الذي رعاه الملك خالد "طيب الله ثراه" في أول نهائي كأس يقام تحت الأضواء الكاشفة عام 1399ه وآخر لقب أهلاوي في حقبة التسعينات. الهيمنة الأهلاوية على اللقب واحتكار الكأس داخل "قلعة الكؤوس" كما لُقب لكثرة فوزه بها.. كان بالإمكان امتداده طيلة حقبة التسعينات لولا وجود نادٍ عنيد لا يعرف أفراده اليأس بعزيمة قوية وإرادة صلبة تحت قيادة رمزهم الخالد الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) الذي هيأ النصر بنَفسٍ بطولي وإصرارٍ قوي لخوض مواجهة التحدي وقطع الطريق على الأهلي في رغبته احتكار كأس الملك خلال ذلك العقد ونجح (فارس نجد) بعد محاولتين فاشلتين 92 - 1393ه في إسقاط البطل الأهلاوي العملاق وحرمانه من لقبيين متتاليين في موسمي 94 – 1396 ه وتخللهما إيقاف النشاط الرياضي وإلغاء كل بطولات موسم 1395 ه لظروف وفاة الملك فيصل "طيب الله ثراه". اليوم بعد التميز الأهلاوي التاريخي في كأس الملك.. ها هو الهلال يفرض سيطرته على بطولة كأس سمو ولي العهد للمرة الحادية عشرة ويحتكر لقبها للموسم الخامس على التوالي والخمس الأخيرة مرّت عبر شباك النصر فهل ينجح (فارس نجد) هذا المساء التاريخي في إنهاء احتكار الزعيم لهذا اللقب وقطع طريق الهيمنة الزرقاء كما فعل في كأس الملك قبل 40 عاماً مع الأهلي بإنجاز مذهل، سيما وهو يعيش حالياً أجواء انتصاراته المتلاحقة محلياً وخارجياً بجانب الفرح العريض بفوزه الأخير بعد طول انتظار على منافسه التقليدي في المباراة الدورية لتبقى مواجهة اليوم على كأس ولي العهد "أم المعارك" التاريخية بين الهلال والنصر؟