يكتسب نهائي اليوم الكبير بين عملاقي الكرة السعودية الاهلي والنصر في حضرة قائد الأمة والاب الحاني الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( رعاه الله) صفة عريقة في تاريخ الناديين ويعيد الذاكرة (40) عاماً الى الوراء حيث كانت بداية عصر المنافسة الثنائية بين "قلعة الكؤوس " و "فارس نجد" على البطولات الكبرى ويومها كان الأهلي المدجج بنجوم الكره السعودية آنذاك سيد المنصات وفارس الساحة الأقوى في معظم فترات تسعينيات القرن الهجري الماضي بهيمنته على بطولات كؤوس الملك منذ عام 1389 ه ولأربعة مواسم متتالية وحينها لم يكن هناك هلال ينافس على البطولات بل ان رصيده لا يتعدى ثلاث بطولات فيما تحققت له ال (50 ) بطولة الاخرى خلال (36) عاما الماضية بعدما طوى المسافة واختصر الزمن ليستحق على اثرها زعامة الأندية السعودية بلا منازع . كما لم يكن هناك أيضا شباب يحلم بكأس الملك بل نادٍ يخوض المسابقات بسجل خالٍ من البطولات الكبرى . ولم يكن في الساحة اتحاد يقارع على الكؤوس. ولا اتفاق يجرؤ على المنافسة الجاده للوصول الى النهائي طوال عقد التسعينيات . بينما كان النادي الوحيد الذي يعشق التحدي ويطمح بروح وثابة في اسقاط الاهلى عن عرشه هو النصر ولا شئ غير النصر .. قاده الى هذا النجاح المذهل بعزيمة فولاذية وإصرار قوي وثقة مطلقه رئيسه الراحل وقائده الداهية ورمزه الخالد الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) الذي كان شعاره الأول: " لايأس مع النصر " ففي اول مواجهة جمعت الناديين على كأس 91 ه سقط النصر امام الاهلي بهدفين وكرر النصر فشله امام الاهلي في النهائي التالي بهدفين ايضا لكن المرحوم " ابو خالد" بروح لاتعرف الياس اخذ بيد النصر الى القمة في المواجهه الثالثه التي شهدت اول اخفاق اهلاوي في عصره الذهبي امام النصر في كأس94 ه بهدف حسن ابو عيد و اكد " الأصفر" تفوقه بالفوز على الاهلي مرة اخرى في نفس الموسم بنهائي كأس ولي العهد في غضون ثلاثة اشهر تقريبا خلال النصف الأول من ذلك العام . واحتفظ "فارس نجد" بلقبه كبطل للكأس في الموسم التالي على حساب "قلعة الكؤوس" مرة اخرى بهدفين و اداء رفيع جدد توهج النصر وكشف قوة روح لاعبيه وقتاليتهم في الملعب.. لقد كان بروز البطل النصر في تلك السنوات المعدوده عاملا مهما في كبح جماح "قلعة الكؤوس" عن التهام المزيد من البطولات في كأس الملك بالذات بدليل ان الاهلي استأنف نشاطه الذهبي بعد ذلك السقوط المتكرر ليحتكر بطولات الكأس لثلاثة مواسم متتالية منذ عام 1397 ه . واليوم هاهو التاريخ يضع العملاقين على قمة كروية جديده تحيي ذكريات الماضي الذهبي لقلعة وفارس التسعينيات الهجرية . وان كانت الآراء تكاد تجمع على ان قوة الاهلي بلاعبيه الاجانب قد تحسم موقعة الليلة لصالحه لا نستبعد في الوقت ذاته ان يقف الحظ وحسن الطالع الذي قاد النصر الى نهائي كأس الأبطال الى جانبه فهو قادر على الاستمرار في خدمته وتتويجه بطلا لأول مرة في هذه المسابقة ولو بركلات الجزاء الترجيحية ليطوي معها آخر آلام معاناة جماهيره سنين عديدة !!