قالت كوريا الشمالية أمس، أن الدول التي تنازلت عن برنامجها النووي استجابة لضغوط أميركية، لاقت نتيجة "مأساوية"، معلنة عن اختيارها "مواجهة الأسلحة النووية بالأسلحة النووية". ونقلت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية، عن تعليق بثته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية "أن التاريخ يثبت لنا أن اختيار بيونغيانغ كان رؤيوياً"، معتبرة أن "الدول التي تخلت عن برنامجها النووي واجهت نتائج مأساوية". وأضاف التعليق أن "هذه الحقيقة تعلمنا بأنه علينا مواجهة الإجراءات المضادة، ليس عن طريق التفاوض أو التراجع أمام التهديدات النووية التي تطلقها الولاياتالمتحدة"، مشيراً إلى أن "اختيارنا الأخير هو قرار استراتيجي تمثل بمواجهة الأسلحة النووية بالأسلحة النووية". ولفت إلى أن "الواقع أثبت أن المساعي التي تتم عن طريق الحوار أو بموجب القوانين الدولية تضيع سدى في نهاية المطاف". وأكد التعليق على اتخاذ كوريا الشمالية "إجراءات مضادة أقوى، في حال استمرت الولاياتالمتحدة في سياستها المعادية لنا". من جانب آخر، قال مسؤولون في الولاياتالمتحدة وأوروبا وكوريا الجنوبية إن أجهزة المخابرات الأميركية وأجهزة المخابرات المتحالفة معها لم تجد أي آثار لجزيئات خاصة بمواد نووية من التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية في 12 فبراير/ شباط، ما يترك أسئلة مهمة بلا إجابة بخصوص تصميم الشحنة الناسفة. وهذا الافتقار للأدلة العلمية قد يترك أسئلة رئيسية بلا إجابة بشأن نوع المواد الانشطارية المستخدمة في التجربة والتي رصدتها أجهزة استشعار النشاط الزلزالي وأيضا فيما يتعلق بمدى التقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية في تصميم القنبلة. وذكر المسؤولون أنه بعد التجربة أرسل مركز التطبيقات الفنية التابع للقوات الجوية الأميركية في فلوريدا طائرات (دبليو.سي-135) ذات القدرة على رصد حقول النفط الموجودة تحت الأرض للبحث عن آثار لترسبات الغاز والتي يمكن أن تكشف معلومات عن تصميم الشحنة الناسفة لكن تلك المساعي لم تسفر عن نتائج فيما يبدو. وأكد متحدث باسم القوات الجوية الأمريكية إن الطائرات أرسلت بالفعل لكنه قال إنه ليس هناك نتائج يمكن الإعلان عنها من تلك المهام. وقال مسؤول مخابرات اميركي إن تحاليل التجربة "ما زالت مستمرة". واستنادا إلى أدلة تتعلق بالنشاط الزلزالي يقول مسؤولون وخبراء إنه ليس هناك شك في أن الشحنة الناسفة التي استخدمتها كوريا الشمالية أكثر قوة عدة مرات من تلك التي استخدمتها في كل من تجربة العام 2006 وتجربة العام 2009. وفي حين تباينت بصورة كبيرة تقديرات القوة التفجيرية لأحدث تجربة فإن أغلب المسؤولين والخبراء يقدرون أنها خمسة كيلوطن على الأقل وهي كمية أصغر من قوة القنبلة الذرية التي أسقطتها الولاياتالمتحدة على هيروشيما في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.